تأثير خطابات المتولّي الشّرعي للعتبة العبّاسيّة المقدّسة سماحة السّيد أحمد الصافي (دام عزّه) في المرأَة في العامِ 2023م

في العام (2023م) شهدت العتبة العبّاسية المقدّسة عددًا من النشاطات المتنوّعة التي نظّمت بهدف تحقيق أهداف متعدّدة، ومن بين هذه النشاطات كانت هناك جهود مميّزة في مجال النشاطات النسوية، تلك النشاطات التي تلقّت دعمًا مباشرًا من سماحة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه)/ المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة، حيث أولى اهتمامًا كبيرًا بهذه الشريحة المهمّة في المجتمع، وقدّم دعمًا لا متناهيًا لجميع الفعّاليات والمبادرات التي تعزّز من دور المرأة في مختلف المجالات، وتسهم في تطوير المجتمع النسوي بشكل عام. تأتي هذه الجهود الداعمة من سماحته بوصفها جزءًا من التزام العتبة العبّاسية المقدّسة بتعزيز دور المرأة في المجتمع، وتشمل النشاطات النسوية مجموعة متنوّعة من الفعّاليات، بما في ذلك الدورات التثقيفية، وورش العمل، والفعّاليات الثقافية والاجتماعية، والزيارات الخاصّة التي تعزّز من مكانة المرأة، وتسهم في تطوير مهاراتها وقدراتها الشخصية والمهنية. رصدت مجلة رياض الزهراء (عليها السلام) مجموعة من الخطابات التي ألقاها سماحة المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه) في تلك الفعّاليات أو الزيارات المنظّمة، إذ يساعد رصد خطابات سماحته على متابعة التطوّرات والاتجاهات للفئات التي وجّه إليها الخطاب، سواء كانت اجتماعية، أو ثقافية، أو دينية، أو أكاديمية، أو غير ذلك، وعن طريق تحليل المواضيع والقضايا التي تناولها الخطاب نستطيع معرفة مدى تأثير الخطاب في المتلقّين، وهو أمر مهمّ، إذ يمكننا تتبّع ردود الفعل والتفاعل من قبل الجمهور أو الفئات المستهدفة، ممّا يساعد في فهم مدى استجابتهم وتأثير الخطابات فيهم. ويعدّ رصد الخطابات وتوثيقها وأرشفتها أمرًا مهمًّا للحفاظ على التاريخ، وتوثيق الأحداث والتطوّرات التي تحدث في غضون العام (2023م)، وتحمل خطابات سماحة المتولّي الشرعي (دام عزّه) معلومات مهمّة أو أفكارًا جديدةً تتعلّق بموضوعات مختلفة. أولى سماحته جميع المشاريع أهمّية، إذ نجده بين الفينة والأخرى متّجهًا إلى موقع وصرح من صروح العتبة العبّاسية المقدّسة، ومنها المجاميع التعليمية المختلفة من رياض الأطفال والمدارس والجامعات، أو مواقع خاصّة بالنساء تابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة، ويحرص سماحته على حضور النشاطات النسوية الكبيرة، وتوجيه خطابات ذات أثر بعيد المدى إلى الحضور، والمتتبّع لتلك الخطابات المدروسة يجدها جنت ثمارها بعد مدّة من الزمن، ومن تلك الوقفات التي رصدتها مجلة رياض الزهراء (عليها السلام): ١١ يناير ٢٠٢٣م، في كلمته التي ألقاها سماحة المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة في مهرجان روح النبوة بنسخته الخامسة تحدّث فيها عن أهمّية الشكر والحمد مستندًا إلى موقف السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعد شهادة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، حيث أظهرت الشكر والحمد على الرغم من الظروف الصعبة التي مرّت بها، وتمّ تحليل مواقف السيّدة الزهراء (عليها السلام) وأقوالها لكونها مصدرًا للتشريع والتأمّل، موضّحًا كيف أنّها قدّمت درسًا في ثقافة الشكر والحمد حتى في أصعب الظروف، وتمّ توضيح العلاقة الوثيقة بين السيّدة الزهراء ورسول الله وأمير المؤمنين (صلوات الله عليهم أجمعين) مبرزًا دورها الفاعل والمؤثر في تعزيز الثقافة الإسلامية للشكر والحمد. وتمّت الإشارة في النصّ إلى المشهد المروّع لواقعة الطفّ في وقتها، حيث تعرّض الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته للصعوبات والمحن، وبرز دور الإمام السجّاد (عليه السلام) في التحلّي بالصبر والاستقامة في مواجهة الصعاب، ورؤية ما هو أبعد من النتائج الظاهرة، وأكّد النصّ على أهمّية ترك إرث يتجاوز حدود الزمان والمكان، حيث يستمرّ تأثير السيّدة الزهراء (عليها السلام) على الرغم من رحيلها بسبب الأعمال الصالحة التي قامت بها، وجاءت الدعوة في نصّ خطابه إلى الاستمرار بخدمة أهل البيت (عليهم السلام) والتمسّك بتعاليمهم، والتوفيق في العمل لخدمة الإسلام والمسلمين. في 7 أبريل 2023م زار سماحته مجموعة العميد التعليمية، وجاءت الزيارة لإدارات المدارس لمتابعة سير العملية التربوية والنشاطات التعليمية والخطط المستقبلية للتطوير، واتّضح أنّ الزيارة كانت تهدف إلى تقييم أداء المدارس والتأكّد من تنفيذ الخطط التعليمية بشكل فعّال، إضافة إلى توجيه التوجيهات اللازمة لتحسين العملية التعليمية، وأتت هذه الزيارة في سياق الاهتمام المتزايد بجودة التعليم وضرورة تطوير البيئة التعليمية لتحقيق أقصى فائدة للطلاب والمعلمين. في 3 يونيو 2023م أجرى سماحة السيّد الصافي زيارة لمركز أمّ البنين (عليها السلام) لوقاية الأسنان للأيتام للاطّلاع على سير العمل، وهدفت هذه الزيارة إلى تفقّد سير العمل في المركز والوقوف على خدماته المقدّمة للأيتام، وتقييم الجهود المبذولة، ويظهر الاهتمام الذي يوليه المتولّي الشرعي (دام عزّه) في متابعة الأنشطة الخيرية والإنسانية التي تقدّمها العتبة العبّاسية المقدّسة، وضمان تقديم أفضل الخدمات للمجتمع، وتسليط الضوء على النجاحات والتحدّيات والتأكيد على النجاحات التي تحقّقت في المركز، والتطوّرات التي حدثت، مع التحدّيات التي تواجه العمل الإنساني والطبّي، وضرورة التغلّب عليها لتحسين جودة الخدمات المقدّمة. ١٠ يونيو ٢٠٢٣م، أكّد المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه) على أنّ كربلاء المقدّسة أصبحت مهوىً لقلوب الزائرين من شتى بقاع العالم، وجاء ذلك حين استقبال سماحته وفدًا من مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) قادمًا من إسبانيا، وأكّد سماحته على أهمّية مدينة كربلاء المقدّسة لكونها مكانًا للزيارة والعبادة، مشيرًا إلى استقبال المدينة لملايين الزوّار من مختلف أنحاء العالم، ممّا يجعلها مركزًا جاذبًا للقلوب، وذلك يبرز دور العتبة العبّاسية المقدّسة في تقديم الخدمات وتوفير سبل الراحة للزوّار بشكل مجّاني، وأشاد سماحته بتمسّك الشعب العراقي بقيمه الدينية والثقافية في التعامل مع الزوّار، وتحدّث عن التطوّرات التي حدثت في إدارة العتبة العبّاسية المقدّسة بعد عام (2003م) وتأسيس المؤسّسات الثقافية والتربوية والطبّية، داعيًا الوفد إلى التعاون في المجالين الطبّي والأكاديمي. في 26 أغسطس 2023 أجرى المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه) جولة على مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) لخدمة الزائرين، مظهرًا اهتمام سماحته بمتابعة استعدادات المجمّع وتفقّدها من أجل استقبال زوّار الإمام الحسين (عليه السلام) في ذكرى أربعينه، ممّا يعكس الجهود الجادّة التي تبذل لضمان تقديم أفضل الخدمات للزوّار، إذ حرص سماحته على إنجاز توسعة في المرافق والخدمات في المجمّع، بما في ذلك إضافة قاعات جديدة وتحسينات في مرافق الرعاية الصحّية بهدف استيعاب عدد أكبر من الزوّار، وتقديم خدمات متميّزة لهم، وتوفير مركز صحّي متكامل داخل المجمّع، بما في ذلك ردهات الطوارئ والصيدليات، ممّا يعكس اهتمام سماحته بصحّة الزوّار في مدّة الزيارة وراحتهم. في 11 نوفمبر 2023م أقيم الحفل المركزي لتخرّج طالبات الجامعات العراقية دفعة (بنات الكفيل) السادسة الذي تنظّمه شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية، ومن أهمّ ما جاء في الكلمة التي ألقاها المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدسة سماحة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه) هو التأكيد على أهمّية الأسرة ودورها في إشاعة القيم الفاضلة في المجتمع، ممّا يبرز أهمّية بناء أسرة قائمة على القيم الأخلاقية والأسس الصحيحة، إضافةً على التأكيد على دور المرأة لتحقيق النجاح، إذ شجّع سماحته الطالبات على تحقيق النجاح والتفوّق في حياتهنّ العلمية والمهنية، وأكّد على دورهنّ المهمّ لكونهنّ النواة الرئيسة للأسرة، ومدى مساهمتهنّ في بناء المجتمع، والتركيز على أهّمية الالتزام بالقيم الأخلاقية، وعدم الانجرار وراء الدعوات التي تنحرف عن القيم الأساسية، وفيما هنّأ سماحته الطالبات المتخرّجات وعوائلهنّ على هذا الإنجاز، أثنى على الجهود التي بذلت لتحقيق هذا النجاح، وسلّط الضوء على تنوّع المشاركة في الحفل من حيث عدد الطالبات، ومشاركتهنّ من دول عربية وإسلامية مختلفة، ممّا يظهر أهمّية هذا الحدث الذي يشجّع على التبادل الثقافي والتعاون العلمي بين الدول، وبشكل عام، عكس النصّ رؤية إيجابية لدور المرأة والأسرة في بناء المجتمع، وحفّز الطالبات على الاستمرار في تحقيق النجاح والمساهمة في تطوير المجتمع بقيمه ومبادئه الصحيحة. إنّ تلك الخطابات تعكس رؤية إيجابية واضحة لدور القيادة الروحية في تعزيز القيم الأخلاقية وتحفيز المجتمع على التفوّق والتطوّر عن طريق الجهود المستمرّة، والتأكيد على أهمّية الأسرة في بناء المجتمع وتعزيز القيم، وتشجيع الشباب على تحقيق النجاح والمساهمة في تطوير المجتمع، يظهر ذلك إيمانًا قويًا بقوة التأثير الإيجابي للقيادة الروحية في الفرد والمجتمع بأسره. ................................................. (1) https://alkafeel.net/news/index?id=18483&lang=ar (2) https://alkafeel.net/news/index?id=15345&lang=ar (3) https://alkafeel.net/news/index?id=19287&lang=ar (4) https://alkafeel.net/news/index?id=22090&lang=ar (5) https://alkafeel.net/news/index?id=20709&lang=ar (6) https://alkafeel.net/news/index?id=19406&lang=ar (7) https://alkafeel.net/news/index?id=17471&lang=ar