رياض الزهراء العدد 205 بنات الكفيل
(3000) زهرةٍ واعدةٍ تجتمع في رحاب الكفيل (عليه السلام) وتجدّد عهدها يين يديه
تجمّع مهيب، وتنظيم يترجم اللحمة الوطنية بوقفة لطالبات الجامعات العراقية في حفل التخرّج المركزي الذي تقيمه شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة للسنة السابعة على التوالي وبتزايد ملحوظ في عدد الطالبات. تحت شعار: (من نور فاطمة ـ عليها السلام ـ نضيء العالم)، استقبلت العتبة العبّاسية المقدّسة أكبر دفعة من طالبات الجامعات العراقية بعدد فاق (3000) طالبة من مختلف المحافظات العراقية. انطلقت فعّاليات الحفل المركزي لتخرّج طالبات الجامعات العراقية بنسخته السابعة يوم: 29/ شباط/ 2024م، والذي يمثّل إنجازًا مهمًّا في مسيرتهنّ التعليمية. افتتح الحفل في يومه الأول بآيات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني الذي أعقبه نشيد الإباء، ثم الوقوف لقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء، مع كلمة مديرة مكتب المتولّي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العبّاسية المقدّسة السيّدة منى وائل، إذ أشارت إلى أهمّية الوقوف عند جذورنا وتمسّكنا بتراثنا العريق وعلمنا الغني، مؤكّدة على أنّ هذا التراث والعلم يمثّلان الهوية الحقيقية للشخص والمجتمع، ويجب أن نحافظ عليهما ونعتزّ بهما في كلّ المجالات والمشاهد. وقالت: لعلّ ترجمان القول وبيان التأثير هو في أن نعاهد الله تعالى وأولياء الأمور والمجتمع بأن تكون الوقفة هذه انطلاقة نحو الفعل، والإصرار على الثبات، والحفاظ على الهوية الوطنية والدينية والخلقية للطالبة الجامعية العراقية، وهي مشروع نواة صالحة في بناء الأسرة. أعقبتها كلمة السيّدة بشرى جبّار الكناني/ مسؤولة شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية، وممّا جاء فيها: ما يربو على (٣٠٠٠) زهرة واعدة تجتمع من منابع طيّبة من مختلف محافظات العراق، من البصرة، نينوى، بغداد، ذي قار، ميسان، المثنى، النجف الأشرف، كربلاء المقدّسة، واسط، الأنبار، بابل، صلاح الدين، الديوانية، كركوك، ديالى؛ لتلتقي عند جرف الساقي الكفيل، معلنةً التزامها بمبادئ المهنة، واحترام التخصّص، والعمل بما يرضي الله وينفع الناس، فإنّ خير الناس أنفعهم للناس. بعدها ألقت الطالبة (أفراح امتحان) من مدرسة المعصومة الصغرى (عليها السلام) التابعة لشعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية قصيدة شعريّة، ثم قدّمت الدكتورة (مواهب الخطيب) من الشعبة ذاتها فقرة بعنوان (انطلاقة تغيير). وشهد الحفل أيضًا إلقاء القصائد الشعرية التي تعبّر عن حبّ أهل بيت النبيّ (صلوات الله عليهم)، وتبارك ولادة الأقمار الشعبانية لتضفي البهجة على المشاركات والحاضرات في هذا الحفل. وقدّم موكب السيّدة المعصومة في مدرسة أمّ السبطين (عليها السلام) التابعة لشعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية عرضًا مسرحيًا يبيّن العناية الإلهية المتجلّية بوجود الإمام المنتظر (عجّل الله فرجه)، وذكرت مسؤولة شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية ما يهدف إليه العرض المسرحي، فقالت: إنّ هذا العرض يهدف إلى تبيان قيمة العقل والنفس التي أودعها الله تعالى في الإنسان، وأثر العقل والنفس الذي ينعكس على مسيرة الإنسان التكاملية. وفي صباح يوم الجمعة أي اليوم الثاني لفعّاليات حفل التخرّج أدّت أكثر من (3000) طالبة جامعية قسم التخرّج عند مرقد المولى أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)، إذ ردّدن القسم بالولاء والأمانة لخدمة الوطن. وأكّد عضو مجلس إدارة العتبة العبّاسية المقدّسة الدكتور عبّاس الددة الموسوي على أنّ أنموذج الاحتفال الذي قدّمته العتبة العبّاسية المقدّسة استطاع أن يلبّي حاجات الكثير من الطلبة وعوائلهم، وبيّن أنّ العتبة تقيم هذا الحفل لشعورها بأنّ ثمّة فراغ عليها أن تسدّه، وعادةً إذا ما رأت حالة في مشهد ما فإنّها لا تملأ الفضاء نقدًا، إنّما تحاول أن تقدّم صورة ناصعة وأنموذجًا إيجابيًا يحتذى به. وأوضح بأنّ دفعة بنات الكفيل السابعة شهدت إقبالًا كبيرًا من الطالبات، حتى تمّ الاعتذار عن قبول الكثير من الطلبات على أمل أن تقام نسخة جديدة. سارت الطالبات المشاركات في الحفل المركزي منطلقات من أمام باب قبلة مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) إلى منطقة بين الحرمين الشريفين بمسير مهيب مشكّلات لوحة فنّية مميّزة، إذ اهتمّت العتبة العبّاسية المقدّسة بذلك ووضعت خطّة خاصّة لتنظيم هذه المسيرة المهيبة. ومساء يوم الجمعة كانت الفعّاليات الختامية لبرنامج حفل التخرّج على أرض مجموعة العميد التعليمية، حيث افتتح الحفل الختامي بآي من الذكر الحكيم، لتأتي بعدها كلمة سماحة المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه) والتي قال فيها: (إنّه لمن دواعي الفخر لنا أن نستضيف بين مدّة وأخرى طليعة مؤمنة من بناتنا العزيزات وهنّ يتطلّعن إلى مستقبل مشرق بعد أن تجاوزن سني الدراسة بالتعب والسهر تحدوهنّ الهمّة العالية والإرادة الصلبة، ويقف من ورائهنّ الآباء والأمّهات الكرام، وبدعم جدير بالاحترام من الأساتذة الكرام في الجامعات العريقة والكريمة. ونحن إذ نهنّئ أنفسنا بهذه الثلّة الطيّبة نسأل الله تعالى لهنّ المزيد في مسيرتهنّ، ونسأله تعالى أن يثبّتهنّ على لباس الحياء والعفّة التي يتّصفن بها، ونؤكّد على أنّ هناك مجموعة كبيرة من شرائح المجتمع ممّن تابعوا هذه الاحتفالية الكريمة قد شاركوا الطالبات فرحتهنّ، منها المرجعية العليا التي تشعر بسرور بالغ بما عليه هذه الصفوة من بناتها من التزام ديني وأخلاقي ونؤكد أنّها تدعو الله لهنّ بالموفقية والسداد في حياتهنّ المهنية والأسرية). تزيّن الحفل بأنشودة التخرّج التي أدّتها مجموعة البراعم، ثم جاء بعدها كلمة وكيل وزير التعليم لشؤون البحث العلمي الأستاذ الدكتور حيدر عبد ضهد: (ما نراه اليوم يعطينا الأمل بأنّ الوزارة وجامعاتها تسير بالاتجاه الصحيح على الرغم من التحدّيات والمشاكل والمعوّقات التي تواجهها جامعاتنا، بخاصّة التحدّيات الثقافية والعولمة). وأعقب كلمة وكيل وزير التعليم كلمة الأستاذات الرائدات اللاتي خدمن في الصروح الجامعية العريقة في العراق. شارك بعدها الشاعر محمّد الفاطمي بقصيدته (خطاب العفّة). اختتم الحفل بتكريم نخبة من رائدات الحركة التعليمية الجامعية في العراق، إضافة إلى تكريم مجموعة من عوائل الشهداء والذي تزامن مع الذكرى السنوية لفتوى الدفاع الكفائي، إذ عبّرت عوائل الشهداء عن امتنانها للعتبة العبّاسية المقدّسة ومتولّيها الشرعي لاستذكار شهدائهم ودعوتهم وتكريمهم في مناسبة كهذه.