أردتك حاضرًا

آمنة عادل الأسدي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 202

لوهلة أردتك حاضرًا تشاهدني، وتقرأ ما أريد أن تخطّه يمناي من قول تجاهك، وأكتب ما أريد لك وحدك. أيّها الغريب الذي نشتاق جميعًا إلى رؤيته، أيّها الغائب الحاضر الذي يفرض وجوده على كلّ الأديان. من نبات الزيزفون، وشتلات الربيع، من الخزامى، والبابونج، والبنفسج، آلاف الحدائق تعلن ثورة في حبّك، وكلّ الموجودات تشير إلى وحدانية خالقها وولايتك، أنت يا من يحدّق الجميع بانتظاره، وتصطفّ الكلمات في صفوف للإعلان عن محبّته، كلّها تشير إليك، وإلى خفاء اسمك، اعذرني واعذر بعدي عن الحضور بقربك في ساحة الشعور، كلّ المشاعر تترجمها الكلمات، إنّها تهواك يا سيّدي الذي أنزّه اسمه عن العبث في ساحات الدنا، فهو العالي الأبدي الممجّد والمحمّد في الخلق قبل أن يخلق، كان الجميع يا سيّدي يتّجه إلى حضورك، ومناداتك قبل مولدك، منهم الزهراء (عليها السلام) جدّتك، كنت حاضرًا في دعاء إمامنا الغريب في بغداد الكاظم (عليه السلام)، كنت حاضرًا عند باقر علم الأولين والآخرين (عليه السلام)، ذكرت عند النازح عن الأوطان الرضا (عليه السلام)، كلّ الأنبياء والمرسلين كانوا على علم بحضورك ووجودك، الجميع محتاج إليك يا مهديّ، كلّ الرايات خفقت مع خفقان القلوب، تعلن أنّك المستخلف بعد النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، متى أيّها العزيز تظهر؟ فقد طال الصدى، وتلهّف لوجودك حتى الهواء. سلامٌ عليك حين تركع وتسجد، حين تقرأ وتبيّن، حين تدرّس، في كلّ الأفعال أنت مسلّم عليك، ما تحتاجه مثلي إلى مثلك؟ فكلّ ما نحتاج إليه موجود ببركة وجودك ويمنك ورأفتك، وكلّ الحاجات مقضيّة بدعائك، فلم أكتب لك يا مولاي سوى رغبة في الاتّصال بك، وإنّا لا نستطيع العيش بدونك، فسلام الله عليك وعلى جدّك المختار وأهل بيته الأطهار ما بزغ فجر وأضاء نهار.