إحياء للذكرى

فاطمة صاحب العواديّ/ بغداد
عدد المشاهدات : 189

الاحتفاء بأيام معيّنة وإحياؤها، مسألة في غاية الأهمّية في حياة كلّ أمّة، حيث إنّه يستنهض الهمم، ويشحذ العزم، ويدفعها للمسير قدمًا، وهناك أيام خصّصها الله تعالى لأمّة ما ليجمعهم، ويقوّي رابطة الأخوّة والمحبّة فيما بينهم، وهناك أيام عظيمة يصنعها رجال عظماء، والأمة التي تحتفي بعظمائها، تكون موضع احترام وإعجاب باقي الأمم. ونحن نستذكر مناسباتنا الدينية وساداتنا أهل البيت الأطهار (عليهم السلام) لكونهم أصل الوجود وأساس كلّ فضيلة ومكرمة، وهم السبيل إلى الرشاد، وشهر شوّال حافل بالمناسبات، فكان مدار حديث الثلّة الطيّبة: أمّ عليّ: مضت أيام شهر رمضان المبارك وحلّ عيد الفطر، فهنيئًا لمن فاز بغفران الله تعالى ونال النصيب الأوفر من رحمته، جعلنا الله من الفائزين. أمّ زهراء: آمين. أمّ جعفر: العيد الحقيقي هو تلك الأيام التي تكون فرصةً للمحبّة والتواصل والعطاء، فعلينا أحياءها بطاعة الله تعالى، وشكره على نعمائه. أمّ حسين: هناك أيام نحييها لنستلهم منها العبرة، ونحتفي بأعلام الهداية الذين بهم حفظ الله تعالى الكون، والدين، والقيم الإنسانية. أمّ عليّ: بكلّ تأكيد، إنّا نستذكر غزوة (أحد) التي محّص الله فيها المسلمين، وميّز المؤمنين حقًّا عن سواهم، فقال تعالى فيهم: )مّن ٱلۡمؤۡمنین رجالࣱ صدقوا۟ ما عـهدوا۟ ٱللّه علیۡه فمنۡهم مّن قضى نحۡبه ومنۡهم مّن ینتظر وما بدّلوا۟ تبۡدیلࣰا( (الأحزاب:23)، فالذي قضى نحبه هو حمزة (عليه السلام) عمّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، أسد الله وأسد رسوله، ومنهم من ينتظر وهو أمير المؤمنين (عليه السلام)، كلّ منهما يمثّل المؤمن الشجاع، الباذل نفسه لنصرة الدين، الثابت اليقين. أمّ زهراء: فعلًا أولئك هم المؤمنون حقًّا، ثم لا ننس ذكرى شهادة إمامنا الصادق (عليه السلام)، محيي الشريعة، والحافظ لكتاب الله الكريم ممّا اختلف فيه من الحقّ. أمّ جعفر: كان الإمام الصادق (عليه السلام) الأطول عمرًا من بين الأئمة (عليهم السلام)، وشهد مرحلتين مختلفتين، الأولى نهاية الحكم الأموي، والثانية بداية الحكم العبّاسي، وانشغال الفريقين بالنزاع على السلطة والمؤامرات أنساهم التخطيط لقتله، وأتاح له المجال لنشر المعارف الإلهية وتعاليم الشريعة. أمّ عليّ: لقد أغدق الإمام الصادق (عليه السلام) ببحار علمه على أصحابه وغيرهم في الوقت الذي سادت فيه الشبهات والبدع، فتخرّج في مدرسته آلاف المبلّغين والعلماء من شتّى الاختصاصات كالعقائد، والفقه، والكيمياء، والطبّ، وغيرها، إنّه شمس الهدى والعلم والرشاد. أمّ زهراء: ولذلك نحيي المناسبات الدينية، وتتبعنا أجيالنا، فهو إحياء للدين، وترسيخ دعائمه في النفوس، حتى يظهره الله ولو كره الكافرون. ـ الثلّة الطيّبة بصوت واحد: إن شاء الله تعالى.