مهارة التّنفيذ
كان هناك على غصن سنديانة كبيرة وكثيفة (5) عصافير صغيرة تتمرّن على الطيران، فقرّر أحدها أن يطير، والسؤال: كم عدد العصافير المتبقيّة؟ ـ الجواب هو: (5). ـ لماذا؟ ـ لأنّ اتّخاذ القرار لا يعني التنفيذ، والفرق بين النجاح والفشل هو هذه المعادلة. لقد خلقنا جميعًا من أجل النجاح في الحياة، لكنّنا إذا أردنا أن نحقّق النجاح، فلابدّ من وجود خطّة في البداية، وتهيئة النفس والاستعداد، ومن ثمّ المباشرة بالإنجاز. الأقوياء لم يأتوا من كوكب آخر، لديهم مشكلاتهم أيضًا، وكذلك المعوّقات والعثرات التي تلكّئ سير حركتهم الإبداعية، لكنّهم واثقون بقدراتهم على إيجاد الحلول وتجاوز الصعاب، لقد صنعوا من المعوّقات جسرًا للعبور مثلما اختاروا أن يبقوا أقوياء بكلّ الأحوال، القوّة شيء يحدث في الفكر، أن تكوني قوية تحتاجين إلى الهمّة. ومن أهمّ المسؤوليات التي تقع على عاتق الأبوين هي تعليم الأبناء كيفية السعي من أجل تحقيق الأهداف، وعدم الانتظار حتى تتحقّق من ذاتها، عبر مساعدتهم على رسم خطّة تعتمد على الجدّ، والنشاط، ونبذ الكسل، ومحاولة تعلّم المهارات الحياتية المختلفة التي تدعم هؤلاء الصغار الذين سوف يصنعون أمورًا كبيرة في المستقبل. الخطّة يجب أن تركّز على تنمية المهارات في البداية، فعلى سبيل المثال إذا كان الطفل موهوبًا في الرسم، فخصّصي له ساعة من أجل التدريب، ووفّري له احتياجاته في ذلك، أو إذا كان يمتاز بالذكاء الحركي، فوفّري له البيئة المناسبة لتنمية مهاراته الرياضية، وهلّم جرًّا. ومن المهمّ جدًا معرفة أن الله (عزّ وجلّ) خلقنا بقدرات متفاوتة، وقوّى في كلّ شخص مهارة ورغبة لأمر معيّن يستطيع الإبداع فيه مستقبلًا؛ لذا إنّ الاقتصار على أقسام أو مهن محدودة يضيّق من دائرة النجاح، ويصيب المجتمع بالإشباع في أقسام معيّنة، بينما تترك شاغرًا في مجالات أخرى.