رياض الزهراء العدد 205 طفلك مرآتك
العيد فرصة للتزاور والتراحم
روي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "من زار أخاه المؤمن إلى منزله لا حاجة منه إليه، كتب من زوّار الله وكان حقيقيًا على الله أن يكرم زائره"(1)، وجاء عن الإمام عليّ (عليه السلام) الحثّ على التزاور: "زر في الله أهل طاعته، وخذ الهداية من أهل ولايته"(2). إنّ التزاور فضيلة يحثّ عليها الإسلام، وهو سلوك علّمنا إياه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) لما له من آثار إيجابية في تنمية الروابط والعلاقات الاجتماعية، وتوطيد المودّة والمحبّة وصلة الأرحام، وهنا يبرز دور الأهل في تنشئة أولادهم على التمسّك بهذه الفضيلة، فالأولاد الذين ينشؤون في عائلة منفتحة اجتماعيًا، تحرص على إقامة علاقات طيّبة مع الناس، وتحثّ على صلة الأرحام، نجد عندهم اتّزانًا نفسيًا وشخصيةً إنسانيةً. وتتجلّى معاني التزاور والتواصل في الأعياد، فالعيد من شعائرنا الإسلامية، والتزاور فيه يعدّ تعظيمًا لهذه الشعيرة، وهو فرصة لإدخال السرور على قلوب الأفراد؛ ليتحقّق التقارب، والتسامح، والبهجة، والتواصل، والترابط بينهم عبر تبادل الزيارات وتهاني العيد، وهذا بدوره ينشر السعادة والطمأنينة، ويشكّل مظهرًا راقيًا للتكافل الاجتماعي، حيث تكون القلوب صافية، والبيوت مهيّأة للفرح، والتآلف، والتسامح بين الكبار والصغار، والدفع بالتي هي أحسن، والعيد يوم الأطفال، إذ يفيض عليهم بالسرور والمرح، ويوم اليسر والسعة على الفقراء، والرأفة والرحمة بالأيتام، ويوم التراحم والتصافح والتقارب، وتجديد الروابط بالحبّ والإخاء والقلوب الصافية، من هذا المنطلق فإنّ اصطحاب الأهل لأولادهم عند زيارة الأقارب والأرحام، وتبادل التهاني والهدايا، ومشاركة الناس فرحتهم من أغنياء وفقراء ومرضى، يدفع الطفل إلى اكتساب هذه العادات والقيم عبر التطبيق، وعدم الاكتفاء بالوعظ والإرشاد؛ لأنّ التربية بالقدوة وسيلة مهمّة في تنشئة طفل متّزن نفسيًا واجتماعيًا. إنّ التقارب وصلة الرحم واجب ديني، ومسؤولية اجتماعية تقع على عاتق الأهل أولًا، فغرس الرأفة والرحمة بين الإخوة وذوي القربى، وتذكير الأبناء بأنّ صلة الأرحام هي من رضا الوالدين ورضا الله تعالى، والتراحم، سبب لنزول رحمة الله (عزّ وجلّ)، وقد جاء عن نبيّنا محمّد (صلّى الله عليه وآله): "أفضل الفضائل أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمّن ظلمك"(3). ................................. (1) غرر الحكم: ص....ح5491. (2) البحار: ج77، ص192 . (3) الكافي: ج2، ص107.