رياض الزهراء العدد 205 طفلك مرآتك
أرض الألوان السّاحرة
يحكى أنّ في قرية بعيدة عاش صبيّ اسمه (أحمد)، كان محبًّا للرسم، ويستمتع بتلوين لوحات جميلة في كلّ مكان يلمح فيه منظرًا يلهمه، لكنّه ظلّ يواجه مشكلة مزعجة، حيث كان يستيقظ متأخّرًا دائمًا، ويضيع الكثير من وقت النهار. وفي إحدى الليالي وبينما كان (أحمد) يلوّن رسوماته، ظهرت فراشة سحرية اسمها (نورا)، فقالت له: أحمد، أنت شخص مبدع جدًا، ورسوماتك رائعة، لكن إن أردت أن تصبح رسّامًا ماهرًا، ويكون لك مستقبل زاهر، فيجب عليك أن تستمتع بألوان الحياة؛ لتستطيع الحصول على مناظر خلّابة، فأنت تضيّع على نفسك الكثير. ثم بدأت الفراشة تطير وتبتعد وهي تقول: أحمد، لا تنس أن تكون صديقًا للنوم المبكّر. كان (أحمد) مذهولًا ممّا رآه، وفرحًا جدًا في الوقت ذاته، فقرّر أن يأخذ نصيحة (نورا) على محمل الجدّ، ويبدأ بالنوم المبكّر. في الأيام التالية، شعر (أحمد) بتحسّنٍ كبير في طاقته وإبداعه، بدأ يستيقظ في الصباح الباكر ويشاهد شروق الشمس الجميل، ويستمتع بسحر هذا المنظر الرائع. لكن أكثر ما أدهشه هو تلك المفاجأة التي اكتشفها في أثناء رحلته الصباحية في الغابة المحيطة بالقرية، حيث اكتشف جسرًا سحريًا يربط بين عالمه وعالم الألوان الساحرة، كان الجسر يفتح بوّابة على عوالم لا تصدّق، مليئة بألوان برّاقة فريدة. وهكذا وجد (أحمد) نفسه في كلّ صباح يسير عبر هذا الجسر السحري؛ ليستمتع بتجارب جديدة، ويستلهم من المناظر الخلّابة، فصارت لوحاته تنبض بالحياة أكثر من أيّ وقت مضى. وتطوّرت رسوماته حتى صار مصدر إلهام للأطفال في القرية، حيث تعلّموا منه أهمّية النوم المبكّر وكيف يمكن للفجر أن يفتح أبوابًا على عوالم جديدة مليئة بالإبداع والألوان.