رياض الزهراء العدد 205 بريد القراء
رافقوا أنفسكم بالكتابة
كثيرًا ما يقال: (نحن ما نقرأ)، وفي الحقيقة نحن لسنا ما نقرأ؛ إذ إن كثيرًا من الكتب لا نتفق معها، ونختلف مع مؤلفها في الرأي لكننا نقرؤها، ونكملها حتى الغلاف الأخير، نحن نحترم ما فيها، لكننا لسنا مجبرين على الإيمان بمحتواها وما تتضمنه، وفي كتب أخرى نؤمن، نكتسب، نتمسك، ربما يصح القول: (نحن ما نكتب)، ففي داخلنا صرخات تبثها أناملنا، أو عبارات لم نتلها على من قلناها بحقه ولو وددنا ذلك، أو أفكار تخالجنا، أو مبادئ نحاول تخليدها على قدر قابليتنا في المساهمة، وإذا كانت هناك أفكار مثالية خطت بحبرنا، فنحن لا نكذب ولا نبالغ فيها، بل نؤرخ لما يجب أن يكون، ولو كان ذلك ليس فينا فلا نكتب ما هو كائن. إن كل واحد منا يحب أن يكون قدوةً، لكننا نقف عند التطبيق؛ إذ تعرقلنا الصعوبة لتأخذنا إلى عالم العجز، فنتكاسل لنمشي القهقرى فيما أعجبنا، وحاولناه؛ لنعود نكرر الكرة وليس ذلك عيبًا بل فخرًا؛ لأن مهمة الرقي نحو الكمال ليست بسهلة، لكنها ليست بمستحيلة، وفي النهاية نجسد في صفحاتنا ما خطف أنظارنا، وأسرع نبضات قلوبنا، وأسر أرواحنا، فآمنا به.