شَرْخٌ
تتفجرُ دماءُ البشرِ.. تتلوّنُ بها الأراضي.. ومن نارِ الأنينِ تنشرخُ خرافاتُ السنين.. سيطرةُ الآراءِ تلوّنُ سماءَ الشّرفِ بالسّواد.. تتخطفُ بالسالكينَ طريقَ المحتجّين.. تَسمو أرواحُ الشّهداء.. فترسمُ بدمِها صفحاتِ التّاريخ!.. أيُّ دماءٍ؟!.. دماءُ الشّهداء.. فكلُّ دماءٍ تسيلُ في الأرضِ بغيرِ وجهِ حقٍّ هي دماءُ شُهداءَ؛ لأنّها دماءُ أبرياءَ.. مظلومينَ.. مقهورينَ.. مستضعَفينَ.. مغلوبينَ على أمرِهِم.. وهؤلاءِ كلُّهم شهداءُ بدرجاتٍ متفاوتةٍ. الأراضي تتلوَّنُ بهِم، وخرافاتُ السنين تنشرخُ من نارِ الأنين. أيُّ خرافاتٍ؟ خرافاتُ الأنظمةِ.. القوانينِ.. الحكوماتِ.. الجيوشِ.. العصاباتِ.. فكلُّها لم تقدِّمْ الحلولَ لمشاكلِ البشرِ، وأزماتِ الأوضاعِ، ولم تزرعْ في الأوطانِ الأمنَ، والرغدَ، والعدلَ، ولم تجعلْ قلوبَ البشرِ تطمئنّ، وتسعدُ، وترضَى.. والسعادةُ هي خرافةُ الخرافاتِ.. والسببُ؟!.. كثرةُ الآراءِ، واختلافُها، وتنافُرها، وصراعُها، من أجلِ المبادِئ والقيمِ.. من أجلِ الشرفِ، والشرفُ للأسفِ صارَ أسودَ ـ فيا لَلعجبِ ـ !!