السيدة الشفيعة

فاطمة صاحب العواديّ/ بغداد
عدد المشاهدات : 313

لقد أولى الإسلام الاهتمام اللائق بالمرأة، فهو يراها تلك القارورة الشفافة الريحانة، فوضع أحكامًا لحمايتها من التلوث والتصدع، ويراها ذاك العنصر الفعال المؤثر، فمدها بالدعم، وأعطاها الحق لتمارس دورها القيادي حينًا، والساند والمدافع عن الإمام المعصوم حينًا آخر. ومن النساء الخالدات السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)، وما حازته من مكانة عند الله تعالى وعند خلقه، فكانت محور حديث الثلة الطيبة وهي تهنيء الجارة (أم رضا) لتشرفها بزيارة الإمام الرضا وأخته المعصومة (عليهما السلام)، تلك الأخت العارفة بإمام زمانها، المحبة التي تحملت أعباء السفر المرهقة والمؤلمة من أجل أن تحظى برؤية أخيها (عليه السلام)، ثم تقضى شهيدة كجدتها وعمتها (عليهما السلام). ـ أم زهراء: هنيئًا لكم وتقبل الله وصلكم لذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله). ـ أم رضا: منا ومنكم صالح الأعمال، أكيدًا لم أنسكم من الدعاء. ـ أم حسين: لزيارة السيدة المعصومة (عليها السلام) نكهة تبقى في خلجات الروح. ـ أم رضا: فعلًا، لما دخلت مشهدها، رأيت بقلبي كأنها على الرغم من غربتها وآلامها تحيي زائريها بالكرم العلوي الهاشمي. ـ أم علي: بلغت السيدة المعصومة (عليها السلام) مقامًا عاليًا من التقى والعلم والمعرفة إلى درجة قال عنها الإمام المعصوم: "فداها أبوها"(1). ـ أم حسين: نعم، قالها وكررها ثلاثًا عندما قرأ إجاباتها عن أسئلة الشيعة بغيابه، ودقتها على الرغم من صغر سنها. ـ أم زهراء: ولها الفخر أن الإمام الرضا (عليه السلام) قال بشأنها: "من زارها عارفًا بحقها، فله الجنة"(2). ـ أم علي: لقد نالت ذلك المقام لشدة طاعتها لإمامها (عليه السلام). ـ أم حسين: ولصبرها أيضًا، فقد رأت إخوتها وأبناءهم صرعى بأيدي سلطة الظلم والطغيان، فأشبهت بذلك عمتها الحوراء زينب (عليها السلام)، ثم مضت شهيدة وهي في ريعان الشباب. ـ أم جعفر: حري ببناتنا أن يتخذنها قدوة لهن. ـ زينب: وهو كذلك إن شاء الله، حيث نستثمر الوقت لنستذكر سير الصالحات، وقد قدمن أروع الأمثلة في العطاء والعلم والصبر، ونستلهم منهن العزم والثبات في طريق الحق والهدى حتى يظهر الله دينه على الدين كله. ....................................... (1) بحار الأنوار: ج43، ص20. (2) المصدر نفسه: ج48، ص317.