رياض الزهراء العدد 206 أنوار قرآنية
لباس أهل الجنة في القرآن الكريم
نعيم الجنان لا متناه، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، إلا أن القرآن الكريم ذكر بعض نعيم الجنان، منها ثياب أهل الجنة ومسمياتها العديدة، وتندرج جميعها تحت ما وصفته الآية الكريمة: (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حريرٌ) (الحج:23)، وأكدته الآية الكريمة:(جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حريرٌ)(فاطر:33). إذن، لباس أهل الجنة الحرير بنص الآيات المباركة، والحرير له أنواع عديدة، وكل نوع له تسمية خاصة، ومن أشهرها ما ورد ذكره في القرآن الكريم: - (السندس): وردت هذه المفردة في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم: 1- )أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا( (الكهف:٣١). 2- )يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين( (الدخان:٥٣). 3- )عاليهم ثياب سندس خضرٌ وإستبرقٌ وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا( (الإنسان:٢١). - (الإستبرق): وردت هذه المفردة في أربعة مواضع من القرآن الكريم، ثلاثة منها مقرونة بـ(السندس) مثلما مر ذكره، أما في الموضع الرابع، فقد وردت لوحدها في قوله تعالى: (متكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان) (الرحمن:٥٤)، ومن المعروف أن (السندس) و(الإستبرق) من أنواع الحرير وهو في اللغة أيضا (الديباج)(1) وهي ثياب من الحرير. و(السندس) ما رق نسجه من الحرير، و(الإستبرق) ما غلظ نسجه من ثياب الحرير(2). وهذان النوعان لا يعبران بالضرورة عن درجات من يرتديها في الجنة، بل هي ضرب من ضروب النعم العديدة للمؤمنين، رزقنا الله وإياكم من نعيم الجنان في دار الآخرة. ............................................ (1) المعجم المفصل في الجموع: ص182. (2) الميزان في تفسير القرآن: ج20، ص130.