رياض الزهراء العدد 206 بريد القراء
الغريب في الحياة!
هي الحياة، ملأى بالأقنعة، بالمطبات، بالانكسارات، فلا تعجب أيها الإنسان، سيقال عنك إنك غريب! والغريب أننا كلنا في الدنيا غرباء. يجهل بعضهم أن الانتماء بالروح أكبر من الانتماء بالأوراق الثبوتية، يتجاهل بعضهم، أو ينكرون أننا نعيش في دولة صاحب الزمان (عجل الله فرجه)، وكلنا منها، ونحن فيها خدامه، خدام أهل البيت (عليهم السلام) أينما حللنا. نحمل أوجاع الناس وهمومهم، نسخر أنفسنا لخدمتهم، فالغريب من لم يرحم عباد الله تعالى، فيظلمهم بقول كاذب، أو تهم باطلة، ثم يصلي ويصوم! فأي صلاة تلك التي تسبقها دعوة مظلوم، وأي صوم هو كان ما مشوبًا بشكوى مضطهد؟! كلنا غرباء حين نبتعد عن الله تعالى، وتسود قلوبنا وتقسو، وأما المضحك المبكي هو من لا يعرف أهله، وأرضه، وحق الناس عليه، المقتات من موائد الغيبة، والنميمة، والبهتان، المتسلي بالطعن في أعراض الناس، المعتاش على رمي الاتهمات، فالويل له من سهام الليل، إذ ترفع الدعوات لإله حكيم يعطي كل ذي حق حقه، ولا ينسى المظلوم، ويستجيب للمضطر إذا دعاه. دعونا نبقى غرباء، فتلك نعمة لا نقمة، فبغربتنا نكسب حب الأهل والأصدقاء. دعونا غرباء، فالانتماء مسؤولية.