رياض الزهراء العدد 90 مناهل ثقافية
الفَرقُ بَينَ (إنشاء الله وإن شاء الله)
هناك خطأ فادح منتشر بين الناس ألا وهو كتابة (إنشاء الله) و(إنْ شاء الله)، فأيّهما أصح؟ وأيّهما أوجب للكتابة؟ وما معنى كلّ جملة منهما؟ جاء في كتاب (شذور الذهب) لابن هشام أن معنى الفعل إنشاء: من أنشأ يُنشِئ أي الإيجاد، ومنه قول الله تعالى (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً)/ (الواقعة:35). أي أوجدناها إيجاداً، فمن هذا لو كتبنا (إنشاء الله) يعني كأننا نقول إننا أوجدنا الله - تعالى الله علواً كبيراً - وهذا غير صحيح.. أمّا الصحيح: هو أن نكتب (إن شاء الله) فإننا بهذا اللفظ نحقق هنا إرادة الله (عزّ وجل)، فقد جاء في معجم (لسان العرب) معنى الفعل شاء = أراد فالمشيئة هنا هي الإرادة، فعندما نكتب (إن شاء الله) كأننا نقول بإرادة الله نفعل كذا وكذا، ومنه قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ)/ (الإنسان:30). لكننا إن لاحظنا الحركة الإعرابيّة وضبطناها باللفظ يمكننا التفريق بينهما وجاز لنا الرسم بأيّ صورة، فإذا قلنا: إنشاءُ اللهِ، يكون المعنى إيجاد الله تعالى شأنه وهو محذور، لكن إذا قلنا: إنشاءَ اللهُ، يمكن ذلك، لأن في الأولى (إنشاءُ) مصدر مرفوع مضاف إلى لفظ الجلالة، وهنا المعنى مشكل وغير جائز، أمّا في الثانية فيكون (شاءَ) فعل ماضي مبني على الفتح وفاعله لفظ الجلالة، ورسمت (إن + شاءَ) مدموجة على طريقة الرسم القديم، وهنا لا بأس بذلك، فالمعنى سائغ.