فِي الإسْلامِ الشِّيعِي وَجدْتُ ضَالّتي

أزهار الخفاجي
عدد المشاهدات : 156

إنّ الإسلام دعوة عامة تهتم بجميع البشر في كلّ مكان، وله بعد عالمي يسعى إلى هداية جميع البشر، وسيأتي يوم نراه يمتد إلى العالم اجمع ليحطم القيود ويرفع الظلم عن الناس ويحفظ كراماتهم ويرفع شأنهم؛ لأنه الدين الحق، فإليكم أصوات نبعت من قلوب حاربت أهواءها وفتحت بصيرتها على أنوار الحقيقة، فتغلغل الإسلام في كيانها، فجاءت تروي لنا ما يختلج قلوبها بلسان صادق وعواطف جياشة، فقامت رياض الزهراء(عليها السلام) بتسليط الضوء على إحدى النساء اللاتي شملتهم العناية الإلهية، فوفّقتها لسلوك طريق الحق، إنها الأخت (ناتاليا) مسيحية من أوكرانيا من مدينة دنسك مواليد 1988م، كانت متزوجة ولديها ولد وبنت، تشرفت بدخولها الدين الإسلامي وانتمائها للمذهب الشيعي، فتحولت من ناتاليا إلى سميرة، فكان تحاورنا معها عن طريق الأخت إيلاف الساعدي التي رافقت الوفد النسائي الأوكراني، والتي تعمل في جمعية الرسالة الإسلامية. عن منطلق تحولها إلى الإسلام تقول الأخت سميرة: كنت أعيش في بيئة مسيحية بعيدة عن الأجواء الإسلامية، لكن قلبي بدأ يشعر بالضيق، فتوجهت نحو الدين الإسلامي بالفطرة، فأحببت تعاليمه السمحة التي دخلت قلبي، فبدأت أبحث عن ضالتي في دائرة الإسلام، فكان سبيل تعرّفي على الدين الإسلامي عن طريق دكتور لبناني يعيش في أوكرانيا فقد رأى تلهفي لهذا الدين، فكان له الفضل في الأخذ بيدي، فقام بتعريفي على جمعية الرسالة الإسلامية لأهل البيت(عليهم السلام) وبعد ذهابي لها وعرفت ما كنت أنشده وجدت استقراري في هذا الدين، فاتخذت أصعب قرار في حياتي بكلّ اطمئنان، وقررتُ أن أعتنق الإسلام على المذهب الشيعي، بعدها دخلت في مرحلة الدراسة للغة العربية وللتعاليم الإسلامية، وحفظت قصار السور من القران الكريم، وبدأت أتعمق أكثر فأكثر في المذهب الشيعي، ثمّ حضرتُ محاضرات عديدة؛ لأنهل أكثر من هذا المذهب. ماذا كانت ردّة فعل ممّن حولك؟ حينما سلكت هذا الطريق لم يعترضني أحد من أهلي أو أقربائي، ولم أجد أيّ صعوبات في هذا المضمار؛ لأن الناس هناك لهم حرية في اختيار الدين أو المذهب الذي يحبونه، إذ لم يكن اعتراضاً بقدر ما هو استغراب من تصرفاتي وصلاتي وحجابي الذي كان فضفاضاً، وكنتُ أجيبهم بأن الإسلام هو الذي يملأ النفس بالطمأنينة. ما الذي أضافه لكِ الحجاب؟ أعطاني الطمأنينة والارتياح وغمرني بالسعادة أكثر مما كنتُ في السابق، فأنا أصون نفسي بهذا الحجاب وأشعر بأني أقرب إلى الله(عزّ وجل). أصابتني حالة خشوع عند وصولي إلى أرض النجف: حينما ركبنا الطائرة لزيارة العراق، وحين وصولنا إلى النجف المقدسة، اعترتني رغبة عارمة بالبكاء لا أعلم ما الذي أصابني، فقد شعرت بقوة خفية ترهبني وتدفعني للبكاء، فلم أستطع التوقف لِما رأيته من وجوه مستبشرة ينضح منها نور الإسلام، وأعجبني حجاب النساء، وفرحت من كلّ قلبي لأن الله(عزّ وجل) جعلني مع هؤلاء الناس، أمّا عند دخولي لضريح الإمام علي(عليه السلام) أحاطت بي هالة من القداسة والهيبة، وأنا أنظر إليه وكأن الإمام(عليه السلام) ينظر إليّ ويقول أهلا بك في بيتك الجديد، فاطمأنت نفسي وملأني السرور، والشيء نفسه شعرت به تجاه جميع العتبات التي وجدنا فيها الاستقبال والترحيب من قبل القائمين عليها وخاصة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) الذي رحّب بنا وقدّم لنا الهدايا. ما الذي قدّمته الأخت سميرة لمَن حولها؟ بعد دخولي في الإسلام حاولت وما أزال أحاول إقناع أهلي ومَن هم حولي أن يسلكوا نفس طريقي ليفوزوا بخير الدنيا والآخرة، أمّا أولادي فهم على مذهبي وديني وأنا أجاهد لأجل أن يتعلموا مبادئ الإسلام، وقد وفّقت في ذلك، وأمّا الآن فهم مقبلون على تلّقي تعاليم الشريعة؛ ليتسلّحوا ويكونوا قدوة لإقرانهم. ما هو شعورك بعد تحولك إلى الإسلام؟ أشعر بأني وُلدت من جديد؛ لأني سلكت طريق الحق، وأشعر بأني جزء من هؤلاء الناس الطيبين وتبيّن لي أن المرأة في الإسلام لها حريتها وحقوقها، وكرامتها محفوظة، وأنصح الناس على التحقيق والدراسة لاختيار الدين الحق بالأدلة والبراهين. أمنياتكم؟ أتمنى أن أعيش في العراق وأن أكون قريبة من العتبات المقدسة، وأن يهتدي الناس جميعاً إلى الإسلام. في الختام نقول: إن مَن دخل دين الإسلام واستبصر قد بايع الله(عزّ وجل) ورسوله المصطفى(صلى الله عليه وآله)وأهل بيته(عليهم السلام) ليصبح مناراً لمن يريد عبور بحر الظلمات، فيأخذون منهم العِبر؛ لأنهم كانوا القدوة في الجرأة للآخرين.