هَل جَمِيعُ الدُّهُونِ ضَارَّة لِأَجسَامِنَا؟
لحسن الحظ ليس جميعها ضارّة لأجسامنا، وقد ثبت في الحقيقة أن تناول الدهون الجديدة ضروري لصحتنا، وقد يساعدنا حتى في خفض أوزاننا أكثر من أيّ عقاقير دوائيّة قد يلجأ إليها بعض الأشخاص، وكثير من الناس يربطون كلمة (دهون) بالشحوم المتراكمة في منطقة البطن أو الورك ولكن الحقيقة تختلف عن ذلك، فأجسامنا بحاجة إلى أنواع معيّنة من الدهون في كلّ وجبة نأكلها، ولكن المشكلة في الحصول على الأنواع والكميّات الضروريّة منها من المصادر الصحيحة، والدهون وسيلة توصيل عدد كبير من المواد الغذائية المهمّة إلى أجسامنا، فالفيتامينات أمثال (K,E,D,A) هي مواد ذائبة في الدهون التي إن لم تتوفر في غذائنا فلن يتمّ امتصاص هذه الفيتامينات المهمة بشكل كافٍ (فمثلاً إن لم نضف بعض الزيت إلى السَّلطة فلن يستطيع الجسم تحصيل الفائدة القصوى التي تزودنا بها الخضار الموجودة في السَّلطة مما سيدفعنا بعد قليل للشعور بالجوع من جديد، والبحث عن وجبة سريعة نأكلها). وقد توصلت الأبحاث الحديثة إلى أن جسم الإنسان يستغرق وقتاً أطول في هضم المواد الغذائية الغنية بالدهون الصحيّة مثل الافوكادو والمكسّرات، مما يمنحنا الشعور بالشبع لمدة طويلة حيث وجدت دراسة نُشرت في مجلة (العناية بداء السكري): أن الحمية الغذائيّة الغنيّة بالدهون الأحاديّة غير المشبّعة (كاللوز) تُساعد على منع تراكم الشحوم في منطقة البطن، وهذه الشحوم لها دور سلبي في الأمراض كمرض السكري وأمراض القلب. والدهون المشبّعة هي التي تكون صلبة في درجة حرارة الغرفة، ومن الأفضل تجنبّها والتقليل منها، أمّا تلك التي تكون سائلة كالزيوت أمثال زيت الزيتون وزيت الذرة، فتناولها كلّ يوم بمقدار (1-2) ملعقة طعام يُساعد على خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب وداء السكري من النوع الثاني، وتحسين نسبة الكولسترول الجيد إلى الرديء، واستقرار مستويات السكر في الدم. كما لا ننسَ الحامض الدهني (أوميغا 3) الذي يُساعد في الحفاظ على صحة القلب الوعائية، ومحاربة التهابات الجسم، وهو الموجود في علبة السردين (100 غرام)، وفي الجوز (35 غراماً) أي حوالي (7 جوزات) نحاول تناولها يومياً. أمّا (أوميغا 6) فيُساعد على امتصاص كمية أكبر من الفيتامينات الموجودة في طعامك، ويخفّض نسبة الوفاة الناتجة عن الأمراض القلبية الإكليلية، ولكن يجب عدم الإكثار منه؛ لأنه قد يتحول إلى مواد ضارّة وهو موجود في ملعقة طعام واحدة من زبدة اللوز أو الزبدة النباتية (الماركرين).