رياض الزهراء العدد 90 واحة البراءة
الاختِلَاجَاتُ الحَرَارِيَّةُ لَدَى الأَطفَال
الاختلاجات الحرارية: هي حركات لا إرادية قد تكون تقلصية أو تقلصية اهتزازية متكررة، تصيب الجسم كلّه أو جزءاً منه، وتحصل لدى الأطفال بين عمر (6-60) شهراً. أسباب المرض: تحصل هذه الاختلاجات حينما يكون الطفل مصاباً بالحمى (38) درجة مئوية أو أكثر عدا ما يختص بالتهابات الجهاز العصبي والاضطرابات الأيضية الخاصة به، وتعدّ الحمى الشرط الأساسي لتشخيص المرض وتفريقه عن حالات الصرع التي تحصل للأطفال. تقسم الاختلاجات الحرارية على قسمين: 1. اختلاجات بسيطة: عادة تكون حركات تقلصيّة اهتزازيّة مع الحمى، تصيب كلّ عضلات الجسم، وتبقى لمدة أقصاها 15 دقيقة ولا تتكرر خلال 24ساعة من حدوثها، وأغلب الاختلاجات الحراريّة لدى الأطفال تكون من هذا النوع. 2. اختلاجات حرارية معقّدة: عادة تصيب جزءاً من عضلات الجسم، وتبقى لأكثر من 15 دقيقة، وقد تتكرر خلال الـ (24) ساعة من حدوثها. مضاعفات المرض: يُصيب المرض 2-5 % من الأطفال الذين هم أصحّاء عصبياً، وأغلب هذه الحالات هي بسيطة حيث لا تسبب خطراً على حياة الطفل أو نموه العقلي أو على مستوى ذكائه، وقد تنتهي إلى حالات الصرع المعروفة لدى الكبار بنسبة (2-7%). العوامل التي تؤدي إلى تكرار الاختلاجات الحرارية: 1. إذا كان عمر الطفل حين حدوث الاختلاجات الحرارية ﻷول مرة أقل من سنة واحدة. 2. أن تكون مدة الحمى أقل من (24 ساعة) إذا كانت الحمى بين (38-39) درجة مئوية. وهناك عوامل ثانوية أخرى مثل: 1. وجود تاريخ عائلي لمثل هذه الاختلاجات عند أطفال آخرين في العائلة نفسها. 2. وجود حالات صرع في العائلة. 3. الاختلاجات الحرارية المعقدة. 4. جنس الطفل: فالذكور أكثر تعرضاً لتكرار الاختلاجات الحرارية من الإناث. كيف نتعامل مع الطفل الذي يعاني من الاختلاجات الحرارية؟ 1. أخذ التاريخ العائلي المفصل. 2. الفحص الدقيق بصورة عامة مع التركيز على فحص الجهاز العصبي؛ ﻷن الحمى لدى الأطفال قد تحصل بسبب التهاب الأذن الوسطى أو التهابات فيروسية وردية أو اﻷنفلونزا أو التهاب الأمعاء الحاد أو غيرها، والتي يمكن عن طريق الفحص الدقيق والعام تشخيصها، ومن ثمّ إعطاء العلاج اللازم لها. علاج الطفل حين حدوث المرض: 1. إجراء الإسعافات اﻻولية: تأمين وضع الطفل بشكل سليم، ومساعدة الطفل على الاستمرار بالتنفس بإزالة كلّ ما يعيق التنفس من الخارج، وسحب سوائل الفم أو اﻷنف مع تزويد الطفل بالأوكسجين اللازم بحسب حالة الطفل. 2. إعطاء العلاج الدوائي (diazepame) عن طريق الوريد أو الشرج بحسب حالة المريض. 3. معالجة ارتفاع درجة الحرارة بعمل الكمادات أو إعطاء الدواء الخافض للحرارة. 4. معالجة السبب المؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة كإعطاء العلاج اللازم للالتهابات المؤدية إلى هذه الحالة. 5. شرح الحالة للعائلة وتفهيمهم بتجنب احتمالية تكرارها، وما يمكن أن يقوم به الوالدان في حالة حدوثها خارج المشفى. الفحوصات المساعدة على تشخيص المرض ومعالجته بصورة صحيحة: 1. أخذ عينة من سائل الحبل الشوكي: يعدّ ضرورياً في حالة حدوث المرض ﻷول مرة عند الطفل الذي يكون عمره أقل من سنة واحدة ﻷمكانية تشخيص الجهاز العصبي عن طريق فحص عينة سائل الحبل الشوكي ومن ثمّ معالجتها بالشكل الصحيح وﻻ يعدّ هذا الفحص ضرورياً لدى الأطفال اﻷكبر سناً الذين تظهر عندهم الاختلاجات الحرارية ﻷول مرة أو الذين ليس لديهم علامات وأعراض تدعم التهابات الجهاز العصبي. 2. فحص تخطيط الدماغ: هذا الفحص يعدّ ضرورياً في حالة تكرار المرض أو كونه من النوع المعقد أو وجود تاريخ عائلي للصرع في عائلة الطفل المصاب. 3. العلاج بالأدوية ضد الصداع بصورة مستمرة ومتقطعة ﻻ يُنصح به لدى الأطفال المصابين بمرة واحدة أو بعدة مرات بحالة الاختلاجات الحرارية البسيطة. 4. يُنصح الوالدان بإعطاء عقار الـ (diazepame) لمدة يومين أو ثلاثة أيام فقط للطفل الذي يعاني من اختلاجات حرارية خلال مدة الحمى وذلك للوقاية من حدوث هذه الاختلاجات.