رياض الزهراء العدد 90 واحة البراءة
الزَّرَافَةُ زُوزُو
زوزو زرافة رقبتها طويلة، ومع أنها لطيفة إلا أنّ الحيوانات الصغيرة تخاف منها، وتخاف من رقبتها التي تتمايل ظناً أنها قد تقع عليها، كانت الزرافة أحياناً لا ترى أرنباً صغيراً أو سلحفاة؛ لأنها تنظر إلى البعيد، وربّما تمرّ في بستان جميل وتسحق الزهور عندها تغضب الفراشات والنحل؛ ولذا فقد بدأت الحيوانات الصغيرة تشعر بالضيق من الزرافة؛ ولأنها طيبة القلب حزنت عندما علمت بذلك، فصارت تبكي؛ لأنها تحب الحيوانات جميعاً لكن الحيوانات لم تصدقها، وفي أحد الأيام رأت الزرافة عاصفة رملية تقترب بسرعة من المكان، فصاحت محذرة الحيوانات التي لا تستطيع رؤية العاصفة؛ لأنها أقصر من الأشجار، وهنا هربت الحيوانات واختبأت في بيوتها وفي الكهوف وفي تجاويف الأشجار، وبعد لحظات هبّت عاصفة عنيفة دمرت كلّ شيء، وبعد أنْ انتهت العاصفة شعرت الحيوانات أنها كانت مخطئة في حقّ الزرافة، فصارت تعتذر إليها، وعرفوا أنّ لكلّ حيوان ميزة خاصة تختلف عن البقية يستطيع الجميع الاستفادة منها إنْ تعايشوا بسلام وتعاونوا فيما بينهم، فأصبحت الحيوانات الصغيرة تحذّر الزرافة حينما تمرّ على الزهور لكي لا تسحقها، والزرافة تحذّر صغار الحيوانات من الخطر الذي لا تراه، وهكذا عاشوا بسعادة.