رياض الزهراء العدد 78 لحياة أفضل
البُيُوتُ أَسرَار_السبيل الآخر
يواجه كلا الزوجين اختلافات في قضايا مُهمة في حياتهما تُحدد الكيفية التي سيستمران بها وخاصة حينما يتزوج الرجل بامرأة أخرى، فمن وجهة نظر الزوجة أنها لم تخطئ في شيء معه ليتزوج بغيرها، أمّا الزوج فيظن أن هذا من حقّه، وأنه لم يخطئ معها، وهذا ما تحدّث عنه كلا الزوجين (ر - أ) و(ع - ف): الزوجة (ر - أ): منذ بداية زواجنا وأنا أقف إلى جانب زوجي متحملة مشاقّ الحياة، أعيش جميع المواقف الجميلة والعسيرة التي تواجهنا، عشتُ مع أهله لسنوات عديدة، وعملت على مساندته كي نؤسس لنا بيتاً مستقلاً، وبالفعل تم ذلك لكن كانت مشكلتنا في البداية أن الله لم يرزقنا بالأولاد، ولم أحسّسه ولو للحظة أنني مستاءة من هذا الأمر، فكنتُ أقول له إن الله سيرزقنا عن قريب، ولكن هذا هو ابتلاء من عنده، وبالفعل بعد عشر سنوات رزقنا الله بطفل أنابيب، والحمد لله قد زالت الوحدة التي كنّا نعيشها، لكن بعد مدّة شعرت أن شيئاً غريباً بدأ يحصل لزوجي، فبدأت تصرفاته بالتغيّر، وبدأ يغيب بكثرة عن البيت، وكان إهماله واضحاً تجاهنا، فلا يكترث لابنه ولا يهتم بي، فأيّ تغيير أفعله في شكلي لأجذب انتباهه لا يعيره الأهمية، وبدأت أشك بوجود امرأة أخرى دخلت في حياته، فبدأت أراقبه في تصرفاته، فمثلاً أتصل به وأسأله عن مكانه، فيقول لي أنا في العمل، وبعد ذلك أتصل على رقم عمله عن طريق رقم هاتف آخر جديد، فأجده غير موجود أو لم يذهب إلى عمله في ذلك اليوم، ولاحظتُ أن بعض ملابسه بدأت تختفي وخاصة الملابس التي يرتديها داخل المنزل، وحينما أسأله يقول لي لا أعلم عنها شيئاً، وكثير من الدلائل الأُخر التي أثبتت لي إما عن طريق الصدفة أو من خلال متابعتي له إلى أن أخبرني أكثر من شخص مقرب لي أنهم رأوا زوجي يتردد على بيت لا يعرفون ساكنيه وذهبتُ بنفسي إلى العنوان وتأكدت من أنه بيت قد أستؤجر مؤخراً لزوجين، وهذه هي الزوجة الثانية للرجل، وتحقّقت من اسمه ووجدته مطابقاً لاسم زوجي، وبعد ذلك واجهته بالحقيقة ولم ينكر ذلك، وحكى لي الأمر منذ بدايته، وعلى الرغم من شكّي بالموضوع مبكراً لكني قد تلقيت صدمة كبير حينما أخبرني باتخاذه سبيلاً آخر يلتجأ إليه. الزوج (ع - ف): عشتُ حياة جيدة معها، ووقفتْ إلى جانبي ولم تخذلني، ونحن كأيّ زوجين لا تخلو حياتهما من المشادات أو المشاجرات التي لا تصل إلى المشاكل الحقيقية، لكن كان همنا وقلقنا الوحيد هي مسألة الأطفال، فلم نُرزق بالذرية منذ بداية زواجنا، لكن بفضل الله تعالى رُزقنا بطفل ملأ علينا حياتنا، وبدأت زوجتي تكرّس كلّ اهتمامها به، ولا أنكر أنها لم تقصر معي، لكن اهتمامها بي قلّ وبدأت تهتم بابننا أكثر، في البداية كانت تفعل أيّ شيء أطلبه منها حتى من دون أن أخبرها به، فعلّمتني أن لا أطلب منها شيئاً، فكلّ شيء أريده تقوم به قبل أن أطلبه، وفي يوم من الأيام بدأت أشعر أنني أحتاج إلى أن أتزوج ثانية، وبالفعل اخترتُ امرأة أرملة كانت تتردّد إلى مكان عملي للشراء منه، وحصل النصيب وتزوجتها، لكن لم أُخبر زوجتي الأولى بزواجي خوفاً من أن تكون ردّة فعلها سلبية تجاه ذلك، لكنها أحست بالأمر منذ بدايته، وحينما واجهتني أخبرتها بكلّ شيء، وكان الأمر صعباً عليها ولامتني لماذا كتمت هذا الأمر؟ لكن حتى لو أخبرتها بذلك فلم توافقني عليه وأخبرتها بأني لم أفعل شيئاً حراماً، إنه حقّي الشرعي، وإن كنتُ قد خبّأت ذلك فهو مراعاة لمشاعرها، ولم أكن أريد أن تتوتر علاقتنا لينعكس هذا على ابننا، وتوقعت أسوء الاحتمالات وهو أن تطلب الطلاق منّي، فأنا لا أستطيع فعل ذلك، فبيننا عِشرة طويلة وطفل، فحاولت أن أُبقي الحال على ما هو عليه؛ لأرضيها وأرضي نفسي. تصرفت الزوجة بحكمة وبقيت على وضعها الحالي معه، لكنها لم تيأس فناقشت وحاورت زوجها كي يصلوا إلى حلول جذرية، واعترف الزوج بأنها لم تقصر معه، وكانت أسباب زواجه غير مبررة كي يخطو خطوة كهذه فلو صارح الزوج زوجته من البداية وعمل على مناقشتها، لكان الأمر أسهل بالنسبة للطرفين، فقام الزوج بتطليق زوجته الثانية بتراضٍ مع إعطائها كافة حقوقها الشرعية والقانونية.