رياض الزهراء العدد 90 امرأة وحرفة
أَنَامِلُ تُلامِسُ الطُّمُوح
من غرفة في علية البيت لتكون شاهداً على حرارة الحياة وبرودتها وصعوباتها وتحدياتها امتدت أنامل الإبداع الرقيقة لتطرز على وجه الحياة ستارة تقيها حرارة صيفها وعقباتها، وتدفئها من برودة شتائها ماسكة إبرتها وخيطها وقماشها منذ نعومة أظفارها محلقة بها إلى فضاءات واسعة بألوانها وأنواع أقمشتها التي ترى فيها تحقيقاً لطموحها وأحلامها. هي واحدة من السيدات العراقيات اللاتي ولدتها بلادنا على الرغم من عقم زمانها، إنها فنانة الستائر أحجية، هل لكِ بفك رموزها لقرائنا؟ أنا أنس الرسّام، من مواليد 1987م، متزوجة ولديّ ثلاثة أولاد، خريجة جامعة بغداد/ كلية التربية للبنات/ قسم التربيّة الفنيّة في السنة الأخيرة ماجستير، أصمم وأخيّط الستائر. هل هي موهبة أو نتاج لدراسة أكاديمية؟ هي في الحقيقة موهبة، فأنا منذ طفولتي كنت أعشق الستائر، فأجمع قطع القماش الصغيرة وأعمل منها ستائر مختلفة. هي إذن هواية؟ نعم. وهل بقت في ضمن إطار الهواية فقط أو نستطيع القول إنها يمكن أن تكون هواية ومهنة؟ نعم، هي هواية ومهنة تعينني في ظرفي المادي الحالي، فأنا وزوجي ندرس الماجستير، وهذا كما تعلمون يحتاج إلى دخل مادي كبير. هل هنالك إقبال على تصاميمكِ؟ في البدء كانت أعمالي مقتصرة على الأقارب، وبعدها توسعت وأصبح لي بعض الزبائن. هل لديكِ محل خاص لصناعة الستائر وبيعها؟ لا، هي مجرد غرفة صغيرة في أعلى البيت. ما هو الوقت الذي تستغرقينه في صناعة الستائر؟ ثلاثة أيام، فأنا أفضل العمل بصورة مستمرة لكي أكمله بسرعة؛ لأن الناس لا يحبون الانتظار. هل هنالك صعوبات تواجهينها في عملك أو هوايتكِ هذه؟ حقيقةً لا أقول صعوبات ولكن التحدي في التوفيق ما بين العمل واحتياجات الأسرة والدراسة كما أن العمل للزبائن يقيد حريتي في التعبير الفني، فأكون مقيدة بذائقة الزبون الفنية. وهل استطعتِ التوفيق بين كلّ ذلك؟ نعم، إن شاء الله تعالى، فأنا اسمّي نفسي بالمرأة المجاهدة. ما هي الألوان التي تفضلينها في صناعة الستائر؟ الألوان المتقاربة والمنسجمة والمتناسقة مع المكان والأثاث. ما طبيعة القماش التي تفضلينه؟ أُفضّل الأقمشة الطرية والناعمة. من أين تستوحين أفكارك الفنية، وهل للزخرفة الإسلامية أثر في تصميماتكِ؟ أفكاري مستوحاة من مخيلتي وكلّ شيء من حولي فالفن معي في كلّ لحظة. هل تحاولين تطوير عملكِ، وما هي طموحاتكِ للمستقبل؟ بالطبع، أحاول تطوير عملي وأطمح أن أكون مصمّمة عالميّة. إن المرأة المسلمة مهنيّة نشطة في ما تسمح به شريعتها مجاهدة صابرة وفارسة أصيلة حاضرة في كلّ ميدان مبارك، شعارها الإتقان وسرعة الإنجاز والعمل بصمت، فهي لا تنظر إلى أطراف أقدامها بل هامتها مرفوعة إلى السماء.