لَحظَةٌ من فضلِك (سيدي الرجل_ سيدتي المرأة)_ النظرة المحرّمة

آمال كاظم عبد
عدد المشاهدات : 159

سيدي الرجل لقد شرّع الله (عزّ وجل) الزواج، وحثّ عليه لكي يصون الإنسان من الوقوع في مهاوي الرذيلة، وقد أكدت السنة النبوية على ذلك في الأحاديث العديدة المروية عن طريق أهل البيت (عليهم السلام) وغيرهم، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "زوجوا أياماكم فإن الله يحسن لهم في أخلاقهم ويوسع لهم في أرزاقهم ويزيدهم في مرواتهم"(1)، ورُوي عنه (صلى الله عليه وآله): أنه قال: "من سنتي التزويج، فمَن رغب عن سنتي فليس مني" وعنه (صلى الله عليه وآله): ما بني في الإسلام بناء أحبّ إلى الله (عزّ وجل) وأعز من التزويج"(2)، وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال:"ما من شاب تزوج في حداثة سنّه إلا عج شيطانه يا ويله يا ويله، عصم منّي ثلثي دينه، فليتقِ الله العبد في الثلث الباقي".(3) كلّ هذه الأحاديث وغيرها تؤكد على صون الإنسان نفسه من الوقوع في المحرمات، ومن هذه المحرمات النظرة التي هي سهم من سهام إبليس (لعنه الله) وقد يستهين بعضهم بهذه النظرة ويعدّها من الأشياء العادية، ولكن الحقيقة أنها بداية للانزلاق، فكم من نظرة أورثت حسرة عظيمة، وقد وردت أحاديث كثيرة تحثّ على غضّ البصر؛ لتجنب نار جهنم المضرمة، وبالمقابل إعطاؤه الجزاء الأخروي لغضه بصره، فعن الرسول(صلى الله عليه وآله): "ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة ثم يغضّ بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها في قلبه" وعن الإمام علي (عليه السلام) قال: "إذا نظر أحدكم إلى امرأة فليلتمس أهله، فإنما هي امرأة كامرأته"(4)، وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "مَن نظر إلى امرأة فرفع بصره إلى السماء أو غمض بصره لم يرتد إليه بصره، حتى يزوجه الله من الحور العين"(5)، فالزوجة نعمة من الله (عزّ وجل) أنعمها على عبده ويحاسب عليها إن لم يحفظها. ........................... (1) بحار الأنوار، ج100، ص222. (2) المصدر نفسه. (3) بحار الأنوار، ج100، ص221. (4) عوالى اللآلي، ج3، ص108. (5) ميزان الحكمة، ج10، ص383. -------------------------------------------- سيّدتي المرأة عزيزتي غضّ البصر ليس مختصاً بالرجال من دون النساء، بل إنه مؤكد على النساء أكثر، حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض، فالمرأة التي تحمل سمة الحياء لا تستطيع أن تمدّ بصرها إلى غير زوجها، حتى وإن كانت تلك النظرة بريئة، فقد تجرّ إلى ما لا يُحمد عقباه من قبل ذوي النفوس المريضة الذين يتفننون في إغواء النساء بالطرائق شتى، قال النبي (صلى الله عليه وآله): "اشتد غضب الله على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها".(1) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، وكم من نظرة أورثت حسرة طويلة"(2). إذن فعلى المرأة أن تكون حذرة في تعاملها مع الرجل حينما تضطرها الظروف للذهاب إلى الأسواق والمحلات أو مع سائق سيارة الأجرة وغيره، ولتتجنب النظر إلى وجهه، ولتكن مطرقة رأسها إلى الأرض حتى تتخلص من تلك النظرة التي تفتح أمامها أبواب الشيطان، وإذا استطاعت المرأة أن تجلس في بيتها ولا تخرج منه، فلتفعل، فذلك خير لها كما قالت سيدة نساء العالمين السيدة الزهراء (عليها السلام) حينما قال النبي(صلى الله عليه وآله)لها: "أيّ شيء خير للمرأة؟ قالت: أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل; فضمّها إليه وقال: ذرّيّة بعضها من بعض".(3) وسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصحابه عن المرأة ما هي؟ قالوا عورة. قال: "فمتى تكون أدنى من ربّها؟ فلم يدروا. فلمّا سمعت فاطمة (عليها السلام) ذلك قالت: "أدنى ما تكون من ربّها أن تلزم قعر بيتها". فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إنّ فاطمة بضعة منّي".(4) عزيزتي أثبتت التجارب أنّ الاختلاط هو سبب المأساة الحقيقية التي تعيشها المجتمعات، ولو أننا اقتدينا بتوصيات السيدة الزهراء (عليها السلام) التي رسمت للنساء خطاً منهجياً لو اتبعنه لوصلنَ إلى المراتب العليا في الدين والدنيا، ولَما سمعنا عن مشاكل التفكك الأسري والاختلاط المحرّم، ولا رأينا المهازل الأخلاقية الدنيئة، ولا زلّ أبناؤنا عن الطريق القويم، ولا سمعنا بالجرائم التي تحدث في كلّ مكان، وكلّ ذلك بسبب نظرة محرمة لم يغضّ بصرها صاحبها أو صاحبتها. ............................. (1) بحار الأنوار، ج101، ص39. (2) مستدرك سفينة البحار، ج87، ص1. (3) مستدرك سفينة البحار، ج184، ص1. (4) المصدر نفسه.