بَينَ فَجرَيْن

نادية حمادة الشمري
عدد المشاهدات : 158

صلّى النبيّ (صلى الله عليه وآله) الفجر في مكة والناس نيام.. ليقضي بالخُلُق الحسن على ما تملك العرب من كلامٍ, وقتال.. ويبرق سيف ذي الفقار في الظلام معلناً كسب القتال.. فلولاه ما نزال على رسم اللّات نتعبد, عائدين إلى الجهل والظلام.. مفضلًا الإله في كتابه المجاهدين على القاعدين من الأجر العظيم.. ليرتل عليٌّ في فعله والناس في الغفلة نيام.. وجمع التاريخ في طياته غباراً من أرضٍ تُسمى كربلاء.. فمِن نخل كربلاء يبدأ السؤال.. فمِن نهرها يخرج أهل البيت (عليهم السلام) في كلّ موقف، كأنهم النخل الباسقات، وما حولها بات حطاماً.. ليخرج مهرٌ يصهل في برية الغضب.. إياك أنْ تقرأ حرف الخوف في الوغى.. إياك أنْ تدع مكاناً في القتال للصرف والنحو الأدب.. لأنهم فتية تحدثوا بالصمت.. وصمتهم إيماء.. فذهبوا كالإعصار لا يُبقي ولا يَذر.. ولأنّ الأرض مطلبهم ونور الحق مركبهم, انسكبوا بشلالٍ من الشهداء.. فتجرد مِن بقيتهم رجالٌ آمنوا, لقراءتهم: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ)/ (النصر:1)..