رياض الزهراء العدد 90 ألم الجراح
بَينَ الأَمسِ وَاليَوم
ضجّت أرضُ سامراء واهتز الكون واظلم.. واقتلعت القلوب تلك الآهات التي سكنت فيها.. ومزّقتها على مصاب هيكل القداسة والشمم.. فإمامته حوت الأفلاك لتستكين الدنى تحت أفيائها.. فلابدّ لظلم الطغاة من أن يُمحى ويزول.. فطوبى لنفوس عملاقة سخاؤها كسخاء المطر الهطول.. وتنزف الدماء الزاكية حتى تلوح في الآفاق كالنجوم.. ولتفيض ينابيع الدمع من دمٍ على إمام جريح القلب مسموم.. فيا صرخات الحق اندبي عاشقاً لرشف ضريح القداسة والهموم.. فسامراء بالأمس سادها الحزن بفقد العسكري بعد أن بث الأنوار.. وثبّت قواعد البحث والتنظير، متّبعاً آثار آبائه الأطهار.. وبيدٍ سوداء لدود غيّبه كهف الأجل، وبفقده حزنت أملاك السماء.. واليوم يشرق كوكب دريّ متوّج بتاج الإمامة، وقد ختم نور العصمة.. حامل أوصاف النبي (صلى الله عليه وآله) واسمه، وهو كنز الأسرار.. وبحكمة الباري أنحجب عن الأنظار، حتى بات العالم ينتظر ظهور نوره.. وهو يحمل رايته خفاقة، وقد سادها الحكم بالقسط والعدل والإحسان، ملوحةً في الآفاق.. وستبقى سامراء على الرغم من جراحها منار قداسة وإباء..