رياض الزهراء العدد 89 همسات روحية
رصيد الحبّ لأهل البيت (عليهم السلام)
السؤال: قلت لنا في إحدى محاضراتك السابقة بأن حبّ آل البيت(عليهم السلام)من صور الدواء لقسوة القلب، ويعلم الله ما هو حبي لآل البيت (عليهم السلام)، لكني مازلت أشعر بقساوة قلبي بعض الأحيان.. وهل للغربة أثر في تجسيد قساوة القلب؟. الرد: قسوة القلب إذا لم تكن اختياريّة، وكان العبد مؤديّاً لكلّ ما عليه قلباً وقالباً، فلا يخشى عليه في هذه الحالة من هذه القساوة؛ لأن قسوة القلب إذا لم تكن عن تقصير، فهي امتحان لصبر العبد فإن الإدبار خلاف المزاج، ومن هنا أمكن أن يكون ذلك من موجبات رضا المولى عندما يرى عبده متألّماً من الإدبار الذي لم يكن هو سبباً فيه.. وأما أثر الغربة في قساوة القلب، فلا أرى علاقة بينهما، بل اتفاقاً يمكن القول بأن الانقطاع عن الأهل والعشيرة والوطن من موجبات الانقطاع إلى الله(عز وجل).. ومن هنا فقد قيل قديماً: اطلب العلم في الغربة والعزوبة والفقر.. إن الأمر يحتاج إلى دراسة جوهرية للقابليات الفعلية، ولما يمكن أن تطوروه من قابلياتكم في المستقبل، وخاصة مع ما تملكونه من رصيد الحب لآل البيت(عليهم السلام)الذي يعدّ محركاً من محركات القرب إلى الله تعالى، ولكن بشرط الترجمة العمليّة لذلك في ساحة الحياة.