خِدمَةُ الإِمَامِ الحُسَيْنِ (عليه السلام) تِجَارَةٌ لَنْ تَبُور

أزهار الخفاجي
عدد المشاهدات : 5079

امرأة نشأت وتطبعت منذ الطفولة على حبّ أهل البيت(عليهم السلام)وأثرت في نفسها آية (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)/ (الحج:32) حتى كبرت وأرادت أن تكون من مصاديق هذه الآية لخدمة أهل البيت(عليهم السلام)عن طريق خدمة زائري أبي عبد الله(عليه السلام) وتحقق ما تمنت بإذن الله(عز وجل). هي الأخت ساجدة ناصر/ معلمة في مدرسة الأطياف في كربلاء/ وطالبة علم سنة أولى في مدرسة الإمام الحسين(عليه السلام) .ولتسليط الضوء على شخصيتها وما تقدّمه من خدمات كان لرياض الزهراء (عليها السلام) وقفة معها لمعرفة التفاصيل. كيف بدأت فكرة مشاركتكم في خدمة الزائرين؟ منذ الطفولة كنت أتمنى أن تكون لي حسينية أو جامع أقدم فيها الخدمة لزوار أبي عبد الله(عليه السلام) وعند وفاة والديَ طلبت من سيّدي أبي الفضل العباس(عليه السلام) معجزة لتسهيل بيع دارنا وبالفعل تم ما أريد وأخذت حصتي من الإرث وشاركتني أختي في ذلك، بعدها فكّرت في شراء قطعة أرض بنيّة بنائها لخدمة الزائرين أعدّها صدقة جارية لوالديَ وبالفعل تم ذلك إذ قمت بشراء قطعة أرض على طريق النجف كربلاء وتمكنت من بناء غرفة واحدة فيها أمّا الآن أصبح هناك غرفتان وعشرة حمامات في طور البناء. ما الذي تقدّمونه للزائرين؟ في السنة الأولى بدأنا باستعمال أغراضنا البيتية البسيطة إذ لم نكن مهيئين تماماً نستقبل الزائرين ليرتاحوا من عناء الطريق أوقات الصلاة حتى السنة الثانية استطعنا فيها توفير وجبات إفطار بسيطة مع الخبز الذي نعده بأيدينا بما متوفر لدينا من الطحين وتنور الغاز وتطورت الخدمات بعد ذلك وأصبحنا نعد ثلاث وجبات وبالرغم من إمكانياتنا الضئيلة كنت ألاحظ هناك بركة كثيرة في ما نقدّمه من وجبات وبعض المواد تفيض عن حاجتنا فتعود معنا إلى البيت وهذا بحد ذاته فضل من الله(عز وجل) وها نحن في السنة العاشرة وإن شاء الله تعالى نحن مستمرون بتقديم هذه الخدمة المباركة. كيف توفقين بين عملك وهذه الخدمة؟ بعد انتهاء الامتحانات وتصحيح السجلات أتوجه أنا وأختي وأولادها للموكب مستصحبين معنا الحافلات التي استأجرها لنقل الأغراض من الفرش والمواد الغذائية التي نستخدمها وقبل عشرة أيام من الزيارة أي أكون متفرغة تماماً. كيف يتم التمويل هل هناك من يدعمكم؟ الكثير طلبوا مساعدتي مادياً ولكني كنت أرفض ذلك لأني كنت أحب أن أقوم بهذه الخدمة بمجهودي الخاص بمساعدة أختي وأولادها إذ كنت أجهز الموكب بعمل سلف (بالأقساط) فأنا لا املك سوى راتبي أمّا الآن فأنا أتقبل المساعدة لأني فضلت خدمة الزائرين الذين هم في أعداد متزايدة على ما أريده لنفسي ولقد جهزتنا العتبة المقدسة بخزان ماء كبير وبواسطة ماطور كهربائي يتم سحب الماء لملئه واستخدامه من قبل الزائرين. كيف يتم تقسيم أوقات العمل؟ لكثرة إقبال الزائرين لا نستطيع الاستراحة ولا النوم إلا لمدة قليلة فالعمل قائم على قدم وساق؛ لأن من يقوم بهذه الخدمة لا يشعر بالتعب حتى وجبات الطعام التي نتناولها تكون وجبة وأحياناً وجبتين. صعوبات واجهتكم؟ عند البدء بالمشروع ذهبت لشراء قطعة أرض وأعطيت المبلغ كلّه لمالك القطعة وبعد فترة تبيّن أن هناك إشكال في الملكية وحاولت استرجاع أموالي ولكن دون جدوى ولكن بفضل الله وبركة أبي الفضل(عليه السلام) تمكنت من استرداد أموالي واشتريت هذه القطعة التي على طريق النجف، إضافة إلى صعوبات النقل والصعوبة الأخرى هي العمل بمفردي ولم أطلب المساعدة من أحد. طموحاتكم؟ أتمنى إكمال بناء الحسينية وأن تتسع الخدمات التي نقدّمها وكلّ هذا قربة لله(عز وجل) وأن يكون الزوار راضين عن ما نقدّمه لهم. نصيحة لمن يبدأ بإنشاء موكب؟ أشجع لمن لديه الرغبة والإمكانية القيام بإحياء ذكر أهل البيت (عليهم السلام)؛ لأن خدمة أهل البيت(عليهم السلام)لا تقدر بثمن والفلس الذي يصرف في هذا المجال يعوض بعشرة أضعافه فأنا رغم اعتمادي على الراتب لكني اشعر أن هناك بركة كثيرة وخيراً فائضاً. إن لخدمة الإمام الحسين(عليه السلام) آثاراً وفيوضات إلهية لا يلمسها إلّا من تطوع لهذا العمل وتنزهت نفسه فقد آثر الخدمة الحسينية على الراحة والبقاء في البيت لينال خير الدنيا والآخرة من أجل ديمومة المبادئ التي رسخها الإمام الشهيد(عليه السلام).