رياض الزهراء العدد 89 كيف تكونين مثلها؟
دَيلَمُ بِنتُ عَمْرو
لاشكّ في ولائها ومودتها لأهل البيت (عليهم السلام)، ولو أتيحت لها الفرصة في مشاركة الركب الحسيني لما قصّرت في ذلك، إلّا أنها مارست دور المشجعة على التضحية، ودور الغابطة لزوجها بما سيناله في رمضاء كربلاء، لم تمنعه، ولم تتشبّث بأذياله لتعدله عن الذهاب مع سيّد الشهداء(عليه السلام) ، ولم تقل له كيف تتركني وحيدة؟ بل قالت له: (خار الله لك، أسالك أن تذكرني عند جدّ الحسين(عليه السلام) ) ولذا أدعوكم لتتعرفوا على موقف هذه الموالية الصالحة. سار الإمام الحسين(عليه السلام) حتى نزل زرود، فالتقى فيها بزهير بن القين، وكان عثمانياً، قال الراوي الذي كان مع زهير: أقبلنا من مكة نساير الحسين(عليه السلام) فلم يكن شيء أبغض ألينا من أن نسايره في منزل، فإذا سار الحسين(عليه السلام) تخلّف زهير، وإذا نزل تقدّم، حتى نزلنا منزلا لم نجد بدّاَ من أن ننازله فيه، فنزل الحسين(عليه السلام) في جانب ونزلنا في جانب، فبينا نحن جلوس نتغدى إذ أقبل رسول الحسين(عليه السلام) فسلّم، وقال: يا زهير بن القين، إن أبا عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) بعثني إليك لتأتيه، قال: فطرح كلّ إنسان ما في يده حتى كان على رؤوسنا الطير، فقالت له زوجته: أيبعث إليك ابن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ثم لا تأتيه؟ سبحان الله لو أتيته فسمعت من كلامه، فأتاه زهير بن القين فما لبث أن جاء مستبشراً قد أسفر وجهه، فأمر بفسطاطه ومتاعه، فحُمل إلى الحسين(عليه السلام) ، ثم قال لامرأته: أنتِ طالق الحقي بأهلك، فإني لا أحبّ أن يصيبك من سببي إلّا خير، ثم قال لأصحابه: مَن أحبّ منكم أن يتبعني وإلّا فإنه آخر العهد. .................................... المصدر: المرأة في حياة الإمام الحسين(عليه السلام) : ص204.