رياض الزهراء العدد 78 لحياة أفضل
جَليسَةُ الأَطفالِ المَجّانِيّة
قد تتوقع بعض الأمهات أن جهاز التلفاز والستلايت بشكل خاص قد اختُرع وفيه جانب مفيد للأم؛ لإشغال الأطفال والقيام بدور جليسة الأطفال المجانية، فكلّ ما عليها تشغيل التلفاز ووضعه على إحدى قنوات الكارتون، وتذهب هي لأداء مهامها، ليجلس الطفل الساعات الطويلة أمام التلفاز ويدمن على مشاهدة هذه الصور الملونة، والأحداث المتسارعة بقصص خيالية، فيعيش كلّ هذا الوقت في عالم الوهم والخيال. إنّ مما يجب أن تلتفت إليه الأم أنّ أفلام الكارتون الخيالية ليس فيها هدف واضح للطفل، ولا مما تناسب عقليته، بل قد تعطيه صوراً خاطئة عن الأسرة وحياة البالغين، وقد تعمل في بعض الأحيان على تحريك الغرائز عند الأطفال والإغراء بالجريمة والعنف. إنّ الطفل تبهره الألوان وسرعة الحركة في هذه الأفلام، فيميل إليها وهذا مما يجعله يملّ من شرح الدروس، ومن حديث المعلمة في تلقي المعلومات، فيحدّ من ذكاء الطفل. إنّ قصص الكارتون القديمة كانت ذات فكرة وهدف واضحين للطفل، أمّا قصص اليوم فقد أُقحم الخيال فيها بشكل كبير، وأصبحت لها معانٍ بارزة تمسّ نشأة الطفل، وتؤثر في معتقداته الدينية، فتفسد التربية التي تقدّمها الأسرة الصالحة والمدرسة الجادة؛ لأن شركات الإنتاج الفني لا يهمها عقول أطفالنا ونفسياتهم، وكلّ ما يهمها ملء جيوبها. فعلى الأم أن تنتبه إلى عدد الساعات والأوقات التي يقضيها الطفل في مشاهدة التلفاز، وأن تحاول إشغاله باللعب لما في اللعب من تنمية لفكر الطفل، وحثّه على الابتكار، وينمّي عنده حبّ الاستكشاف، ولهذا يجب أن تكون الأم دقيقة في اختيار نوع الألعاب التي تشتريها لطفلها؛ لأنها البديل عن التلفاز، ولا بأس أن تشاركه اللعب، فإنه أكيد سوف يكون سعيداً بهذه الرفقة.