مَا بَينَ نِسَاءِ الانتِظَارِ ونِسَاءِ الطُّفُوفِ

بتصرف من كتاب (نساء الطفوف)
عدد المشاهدات : 109

انتهت واقعة الطف بأشخاصها لكنها بقيت في الوجدان الإنسانيّ كصورة مشرقة لرفض الذل والظلم والثورة على الواقع الفاسد المنحرف وبقيت نساء الطفوف العظيمات رموزاً عليا وأمثالاً سامية لادوار النساء التي لا تنطلق من إطار الأنوثة أو العقد النفسية بل تنطلق من صورة الإنسان العظيم حامل رسالة الاستخلاف والذي سيكون أنموذجاً عاليا للخليفة في الأرض وبهذا فقد بقيت أنموذجاً خالدا لكلّ النساء والرجال وعلى مرّ العصور. ونحن نعيش الآن زمن الانتظار والتمهيد لظهور المصلح الكبير الذي سيمحو كلّ ملامح الفساد ويجتّث كلّ مواقع الظلم ويجعل الأرض تعيش تحت راية العدالة الإلهيّة وهو الحلم الذي عاشته البشرية دوماً وخطط لأجله الأنبياء(عليهم السلام)وكانت تضحية الإمام الحسين(عليه السلام) الغالية من أجل هذا التمهيد الأزلي لانتصار العدل وإزالة الجور. ولا ننسى الدور المباشر للمرأة في صناعة التاريخ وهذا يعني أن المرأة موجودة في ادوار فعّالة سواء في زمن الانتظار أو الظهور وتعتمد المرأة الناصرة للإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) في زمن الانتظار على صورة نساء الطفوف الخالدة في العطاء والتضحية وفي الدفاع عن العقيدة والإمام وتبدو مسؤولية المرأة في زمن الانتظار متأطرة في جانبين أساسيين: 1- الجانب الأول: هو بناء الذات وتربية النفس وإصلاحها وتهذيبها والاهتمام بالأعمال الصالحة والمخلصة فكلّ عمل مخلص هو انتظار للفرج. 2- الجانب الثاني: يتمثّل في تربية الجيل المنتظر وإعداده وتقوية ثقافة الانتظار لدى نساء المجتمع (وعمومه) عن طريق اتباع آليات مناسبة وهذه الثقافة تنمي عند الأفراد حالة الاستعداد والتأهب للظهور. فثقافة الانتظار مشروع حضاري يعيد الجذور الإنسانيّة للحضارة البشريّة ويرسم معاني المجتمع التوحيدي الذي هو حلم الأنبياء (عليهم السلام).