رياض الزهراء العدد 89 لحياة أفضل
سِنُّ المُرَاهَقَة
ما الذي نقصده بالضبط عندما نقول: إنّ نجلنا قد وصل إلى مرحلة المراهقة، أو عندما نقول: إن فلاناً قد أصبح شاباً مراهقاً؟ المراهقة هي: المدة من بلوغ الحلم إلى سنّ الرشد.(1) وهي تشير إلى مدة طويلة من الزمن، وليس إلى حالة عارضة زائلة في حياة الإنسان، فالمراهقة مرحلة انتقال من الطفولة إلى البلوغ، وعلى كلّ حال يجب فهم هذه المرحلة على أنها مجموعة من التغيّرات التي تحدث في نمو الفرد الجسمي، والعقلي، والنفسي، والاجتماعي، ومجموعة مختلفة من مظاهر النمو التي لا تصل كلّها إلى حالة النضج في وقت واحد، ويحدث فيها كثير من التغيّرات التي تطرأ على وظائف الغدد، والتغيّرات العقليّة والجسميّة. ويحدث هذا النمو في أوقات مختلفة في الوظائف المختلفة، ولذلك فإن حدودها لا يمكن إلا أن تكون حدوداً وضعية أو متعارفاً عليها تقليدياً بين علماء النفس، وهذه الحدود هي: من (12-21) سنة بالنسبة إلى الولد الذكر، ومن (13–22) سنة بالنسبة إلى الفتاة المراهقة، وواضح من هذا أنها تمتد لتشمل أكثر من أحد عشر عاماً من عمر الفرد إلى أن يصل إلى النضج في الوظائف الأخرى، كالنضج العقلي مثلاً، فعلى الفرد أن يتعلّم الكثير حتى يصبح راشداً ناضجاً، ولذلك تُعرّف المراهقة بأنها: الانتقال من الطفولة إلى الرشد. ويحتاج المراهق إلى معاملة خاصة من قبل الوالدين اللذين سيُفاجآن بأمور تطرأ على حياة ابنهما أو ابنتهما قد يستنكرانها، وهنا تحدث صدامات يشعر فيها المراهق أنّ بينه وبين والديه فجوة عميقة، وهذا هو سبب التمرد الذي يلازم هذه الشريحة. فعلى الوالدين عدم استخدام العنف معه والتقرب أكثر إليه وتحمل ما قد يصدر من تصرفات تحدث نتيجة الظرف النفسي الذي يمرّ به. واستخدام طرائق حديثة في التعامل تجمع بين اللين والحزم (وليس القسوة). .............................. (1) المعجم الوسيط: ج1، ص785