قَبَسٌ مِن وَهَجِ الكَفِيل

زهراء حكمت/ كربلاء المقدسة
عدد المشاهدات : 202

من ساحات منتدانا الأروع، وبأقلام مبدعيه المخلصة التي أظهرت كلّ الحب وخالص الولاء لسيد الشهداء، وبشهر نترقب فيه لزيارة هي من علامات المؤمن.. ومن أهم مظاهر القرب لله بالحسين(عليه السلام) الوجيه عنده لنكون من الزائرين لله في عرشه كان اختيارنا لمشاركات منتدانا: ونبدأ بأولها من قسم الإمام الحسين(عليه السلام) لناشرته الأخت (زهراء الموسوي) بعنوان (إنّ الله لا يرد تلك اليد) تقول فيه: عندما ينتهي المجلس الحسيني وينهي الناعي قراءة العزاء ﻻ تمسح الدموع المنحدرة على وجنتيك بالمناديل، ولكن خذ منها قليلاً بأطراف أصابعك وارفع يديك للدعاء: “الذي يكون في ختام المجلس” ثق تماماً إن الله لن يرد تلك اليد الملطخة بدموع مسكوبة على حبيبه. أمّا نشرنا الثاني الذي اخترناه لكم من قسم المرأة للعضوة النشيطة (أم التقى) ويحمل عنوان (المرأة المسلمة) تقول فيه: لكي تتوفق المرأة عليها أن تلتزم بطاعة الله(عز وجل) واغتنام الفرص، فكلّ امرأة يمكن أن تصنع لنفسها تاريخاً مشرفاً إن التزمت بالسير على خط أهل البيت(عليهم السلام)والعمل بما يرضي الله(عز وجل) والإخلاص والجد والاجتهاد في العمل.. إن الصديقة الزهراء (عليها السلام) أسمى نموذج يمكن أن تقتدي به المرأة في سائر شؤونها الحياتية، ويلزم على كلّ مؤمنة أن تسعد السيّدة فاطمة (عليها السلام) في عزيزها الحسين(عليه السلام) بأن تقوم بتعبئة وهداية وإرشاد وتوجيه الفتيات من الجيل القادم.. وظيفتك أيتها المرأة ثقيلة جداً فعليك الالتزام بالموازين الشرعية في الحياة وأن تعرفي دين الله سبحانه وأن تبلغي ذلك للآخرين وذلك بالبيان والإفصاح ورد الشبهات عبر عقد جلسات وإدارتها على نحو جيد حتى تتحقق إمكانية أداء الواجب بصورة أفضل. أمّا نشرنا الثالث اخترناه لكم من قسم (فضائل أهل البيت(عليهم السلام)وسيرتهم) للعضوة الذهبية (نور العترة) بعنوان (امرأة ينحني لها التاريخ) وابتدأت قائلة: هل سمعت امرأة تحمّلت كما تحمّلت بطلة كربلاء؟ وهل سمعت امرأة عانت كما عانت زهراء عصرها؟ وسمّيت بأم المصائب لِما حملته من مصائب؟ فحق للتاريخ أن يحملها بين طياته مفتخراً بها متشرفاً بموقفها الخالد على مرّ الزمان ذلك الموقف في واقعة الطف وفي جميع الحالات وبكافة المواطن فهي التي كانت تمرض العليل وتراقب أحوال الإمام الحسين(عليه السلام) وتخاطبه وتسأله وعلاوة على ذلك كانت تُدبر أمر العيال والأطفال وتقوم في ذلك مقام الرجال الأبطال حتى أصبحت شريكة الإمام في نهضته ولذا لا يمكن لأحد أن يتحدث عن واقعة الطف ويتجاهل موقفها (عليها السلام) وما ذكرنا لتلك المواقف إلا وفاء لها ولصمودها في وجوه أعداء الإنسانية، فهي قد حملت الجانب الثاني من القضية وهو جانب التبليغ فالإمام الحسين(عليه السلام) حمل جانب التضحية والفداء والقتال في سبيل الله والصبر على البلاء وقد وقع هذا الجانب عليه(عليه السلام) وعلى أهل بيته(عليهم السلام)وأصحابه فصبروا وقاتلوا.. وأمّا زينب (عليها السلام) فبالإضافة لِما مرّ من كلامها في كربلاء والكوفة والشام، وأثناء الوقائع والأحداث لها خطبتان مشهورتان في الكوفة والشام نطقت بهما وكأنها تفرغ عن لسان الإمام علي(عليه السلام) .. ولم لا؟! وهي العالمة غير المعلمة وهي التي تفسر القرآن الكريم لجماعة النسوة ولها مجلس لتعليم الفقه ولكن مأساة كربلاء وما تلاها من مشاهد الحزن والأسى جعلتها تنفس عن آلامها ببث حقيقة تلك القضية وتفسيرها للعالم الإسلامي أجمع ولعلّها بتبليغها عن واقعة الطف وما جرى فيها وبعدها كانت تستهدف به غاية أهم من الحزن ألا وهي تعرية الظالمين والنيل منهم والتحريض عليهم.. والآن سيّدتي الفاضلة هل رأيت امرأة استمدت قوتها من شدة محنها؟! وإرادتها من عظم مصابها؟! وعزيمتها من صلب آلامها؟! ثم إنها بهذه القوة وتلك الإرادة واصلت مسيرتها وتحدت المصاعب فصنعت تاريخاً هو أعظم من أن يُسّطر بكلمات أو يُسّجل بصفحات.