رياض الزهراء العدد 89 عزيزة الحسين (عليه السلام)
سَلِيلَةُ الزَّهرَاءِ (عليها السلام) الصَّغِيرَةُ
رحلت تلك الصغيرة التي كانت مصدر سرور للعائلة النبوية إذ درجت في بيتٍ كان الإمام علي(عليه السلام) عميده والسيّدة الزهراء (عليها السلام) عموده فكان أحبّ شيء على قلبها أوقات الصلاة على الرغم من أن عمرها لم يتجاوز الثلاث أو الأربع سنوات، ولكن تغذت قبل أن تخلق بالإيمان وحبّ الله عز وجل فنبت لحمها مذ كانت جنينا في أحشاء أمها على صوت ترتيل والدها للقرآن، وطرق آذانها وهي وليدة تهجد أخيها الإمام السجاد(عليه السلام) بالدعاء، ونهلت من عمتها السيّدة زينب (عليها السلام) الحنان والعطف ولعلّها رأت فيها (عليها السلام) البنت التي لم تنجبها، فسقتها من آداب السيّدة الزهراء (عليها السلام) وعلومها فصارت تشابه جدتها على الرغم من صغر سنها فتعلقت بوالدها الإمام الحسين(عليه السلام) كما كانت السيّدة الزهراء(عليه السلام) مع والدها النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)، وتحملت السيّدة رقية (عليها السلام) عناء السفر والعطش ومصائب عاشوراء وآلام السبي والأغلال كما تحملت السيّدة الزهراء (عليها السلام) أعباء الرسالة المحمدية وما تبعها من مصائب وأخيراً استشهدت السيّدة رقية (عليها السلام) من الحسرة على والدها(عليه السلام) بعد استشهاده وكذلك استشهدت السيّدة الزهراء (عليها السلام) بعد حسرتها على والدها سيد الكونين(صلى الله عليه وآله)، فالسلام على من شابهت جدتها الزهراء (عليها السلام).