الشَّهِيدُ الثّائِر

زينب كريم
عدد المشاهدات : 112

لا يخفى على الجميع أن ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) كانت من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولأجل إصلاح الناس في ذلك الوقت، فقد ارتُكبت الكبائر جهراً، فقال الإمام الحسين(عليه السلام) مقولته الشهيرة: “..لَمْ أَخْرُجْ أشِراً، وَلا بَطِراً، وَلا مُفْسِداً، وَلا ظالِماً، وَإِنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإصْلاحِ في أُمَّةِ جَدّي(صلى الله عليه وآله)..”(1) وكذلك زيد بن علي بن الحسين(عليهم السلام)كان في زمنه تُرتكب الفواحش جهراً، فخرج لأجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولأجل الإصلاح. أهل العراق دعوا الإمام الحسين(عليه السلام) وأرسلوا إليه الكتب أن يا بنَ بنتِ رسول الله نحن لك جنود مجنّده، خصوصاً أهل الكوفة، وأيضاً أُرسلت الكتب لزيد بن علي (رضي الله عنه)؛ لدعوته إلى القيام بالثورة ولنصرته، وبعد ذلك غدروا به كما غدروا بجدّه الإمام الحسين(عليه السلام) . وكانت ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) قد نجحت في هزّ أسس مدة التكوين التي صاغتها شخصيات بني أمية عن طريق صراعها ضدّ الإسلام بتبني صياغة الأسس الجاهلية التي تناقض تعاليمها. وثورة زيد بن علي (رضي الله عنه) قد نجحت في هزّ مدة قطف الثمار وعدم التسليم للواقع المنحرف بعد فرضه على الجماهير، ونجحت في بعث الصوت الرسالي الرافض للواقع. وهذه هي بعض أوجه الشبه بين ثورة زيد (رضي الله عنه) وجدّه الإمام الحسين(عليه السلام) . ترك استشهاد زيد بن علي (رضي الله عنه) أثراً بالغاً في أهل البيت(عليهم السلام)فعن الإمام الرضا(عليه السلام) قال: “قال أبي موسى بن جعفر (عليهما السلام) إنه سمع أباه جعفر بن محمد بن علي(عليهم السلام)يقول: “رحم الله عمي زيداً إنه دعا إلى الرضا من آل محمد ولو ظفر لوفى بما دعا إليه ولقد استشارني في خروجه فقلت له: يا عم إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك فلما ولى قال جعفر بن محمد: ويل لمن سمع واعيته”.(2) ................................. (1) موسوعة كلمات الإمام الحسين(عليه السلام): ص354. (2) عيون أخبار الرضا: ج2، ص252.