مِن دَمِ الإِمَامِ الحُسَينِ(عليه السلام) تَفَجَّرَتْ عَنَاوِينُ للخِدْمَةِ

حوار: وفاء حسن
عدد المشاهدات : 209

قال الإمام الرضا(عليه السلام) : “من تذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم يموت القلوب”.(1) يؤكد هذا الحديث المأثور عن الإمام الرضا(عليه السلام) ضرورة التذكير بمصاب أهل البيت(عليهم السلام)والثواب الجزيل لمن يذكر الأنام بمصابهم أو يبكي أو يتباكى عليهم وسيكون في ضيافة الرحمة الإلهية يوم لا ينفع مال ولا بنين, ومن أعظم المصائب على أهل البيت(عليهم السلام)هو مصابهم بالإمام الحسين(عليه السلام) ولا يخفى إن لمصيبته(عليه السلام) أثراً واضحاً ليس في العالم الإسلامي وحده بل شمل العالم بأسره فهو زعيم الثوار الذي تخلد ذكره على امتداد العصور على الرغم من محاربة الطواغيت لذكره, والبكاء على سيّد الشهداء هو تعبير عن المحبة والولاء لرسول الله(صلى الله عليه وآله) إذ إن مودة سبط الرسول(صلى الله عليه وآله) من المسلمات لأجر الرسالة تصديقا لقول الله(عز وجل): (..قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى..)/ (الشورى:23), وحباً لرسول الله(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته(عليهم السلام)عزمت بعض النساء على نصرة الإمام الحسين(عليه السلام) وذلك بإقامة مجالس العزاء والتذكير بمصابه الأليم، ومنهن الأخت (حوراء علي الموسوي). حيث وجهنا لها بعض الأسئلة: ما الذي دعاك إلى اعتلاء المنبر الحسيني؟ الذي دعاني إلى ذلك هو كثرة الظلامات التي وقعت على الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته(عليهم السلام)الكرام وعبارة الإمام “هل من ناصر ينصرنا؟”(2) قد أقرحت قلبي وتفكيري وسعيت إلى نصرة سيّد الشهداء(عليه السلام) بمعونة الخالق عن طريق الترنم بمدحه وذكر مصائبه. ما هي الخطوات التي تسيرين عليها لتطوير نفسك في فن الخطابة؟ في البداية التحقت بمدرسة الخطابة المفتوحة للعتبة العباسية المقدسة وكنت من الأوائل في السنة الأولى ثم تعثرت دراستي فيها؛ لأنها تتزاحم مع دراستي في جامعة كربلاء/ كلية العلوم الإسلامية/ قسم علوم القرآن وأنا في المرحلة الثالثة, وكما تلاحظين أن دراستي تصب في منهل واحد هو اكتساب المعرفة وتطوير قدراتي؛ لأني أعتقد أن من يتصدى للمنبر الحسيني عليه أن يبدأ بتطوير ذاته ومراقبة أفعاله وأن يكون جديراً للخدمة؛ لأنه عقد على نفسه الانضواء تحت لواء الحسين(عليه السلام) . هل توجهين القضية الحسينية لإسداء النصح وما هي الآلية التي تتبعينها في إرشاد المجتمع؟ القضية الحسينية قضية عالمية والذي يتتبع انتشارها في أرجاء العالم يعلم أن هناك يداً خفية ورعاية إلهية في التعامل معها فهي لم تشغل العالم الإسلامي فحسب, بل امتدت وتوسعت لبقية الثقافات الأخرى, وهذا يدل على أحقيتها ويجب أن لا يكون ذكر هذه المصيبة؛ لأجل النحيب والبكاء على أهل البيت(عليهم السلام)فقط وإنما استذكار لكلّ ما تحمله واقعة ألطف من قيم ومعانٍ مختلفة وأمّا عن إرشاد المجتمع فيكون عن طريق الأسلوب اللطيف والموعظة الحسنة ولقد صدق الله تعالى عندما قال: (..وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ..)/ (آل عمران:259), فهذا الكلام مرسل لسيد المرسلين(صلى الله عليه وآله) فالأحرى أن نحذو حذو الرسول(صلى الله عليه وآله) في تبليغ الرسالة. لقد تصدت الأخت حوراء لخدمة المنبر الحسيني إيماناً منها بالقضية الحسينية التي هي رمز لكلّ الثورات الشريفة في العالم أجمع وحرصاً منها على الحصول على لقب الخادمة؛ لأن خدمة الإمام الحسين(عليه السلام) شرف لا يضاهيه شرف. ............................... (1) وسائل الشيعة (الإسلامية): ج10، ص392. (2) الإمام الحسين(عليه السلام) من الميلاد وحتى الاستشهاد: ص247.