يَاسَمِينُ الشَّام
صَفْقًا بالجناح هدل الحمام هديلاً يستعيد الحزن والألم.. هديلاً يرهق الدمع لِما لاقى فنظر نظرة في النجوم ليتأمّل.. فجمع بهديله جمعاً يتلو ذكرى الفراق والسبي؛ ليشاركه كلّ متألم.. بادئاً هديله بصلاة حزن صادق على ضحايا ملقاة في طف كربلاء؛ ليزيدها الألم من الفراق دمعاً رقراقاً.. مردّداً الحمام: إنّا أذنٌ سامعة لدقّات قلوب وجلة, وصحن لكلّ دمع مفارق لأحباب.. لأروي قصة السبي في ليل خيم سواده فجرى فُلك السبايا بربانها زينب (عليها السلام).. تُصارع أمواجاً تأخذ من صدى الجثث المجدّلة أذاناً للصلاة بها تؤذّن.. موقعاً نغمة في آذان الثريا.. والنجوم شيئاً فشيئاً تمايلت بدموع الفراق والوداع للسماء ريا.. لتصعق الجوزاء صعقاً هاشمياً.. غريبٌ! بعد صعقتها ما تزال تلمع وتحيا!.. فرقرقت زينب (عليها السلام) في الشام مؤذنة: كلّ ذنبي أن قلبي نسخة من فاطمة.. وأدارت زينب مسبحة الانتصار في مجلس الطغاة كانتصار فاطمة.. مؤذناً الحمام بهديله يبقى عطر صبرك يلف مَحيانا.. ويكون عنوان ما دوّنا نظرة في حياة ياسمين الشام..