رياض الزهراء العدد 78 لحياة أفضل
الضَّميرُ جَرسُ الإنذَارِ للإنسَان
هو صوت ينبع من داخل الإنسان، لعلمه بسوء عمله المخالف لأوامر الله تعالى، ويرجع سببه إلى الفطرة السليمة التي فطر الله تعالى الإنسان عليها (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا)/ (الروم:30) لكن هذه الفطرة تتأثر بأفعال الإنسان السيئة بمرور الوقت، ومع كثرة السيئات التي تتراكم تشكّل حاجزاً يمنع الإنسان من العودة إلى فطرته التي هي بمثابة ضوء يهديه إلى الصواب؛ ليصبح من الذين يعبّر عنهم الله تعالى في القرآن الكريم (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَة)/ (البقرة:74) هؤلاء قد نُزعت الرحمة من قلوبهم، فأصبحوا لا يبصرون الطريق، فتراهم يتخبطون في الحياة وينشدون الملذات الزائلة، ويقتاتون بقوت الفقراء؛ لأنهم نسوا يوم الحساب، وإن ذكروا لا يسمعون (وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)/ (البقرة:15)، فإلى مَن امتصّ دماء الفقراء أنادي فيكم الضمير، لعلّكم تسمعون، إن وعد الله قريب، فانتبهوا من غفلتكم أيّها النائمون.