مَركَزُ الحَورَاءِ (عليها السلام).. نُورٌ مُتَّقِدٌ وأَلَقٌ دَائِم

ليلى إبراهيم الهر
عدد المشاهدات : 254

لا يخفى على ذي مُسكة أننا بحاجة إلى تكريس الجهود ومضاعفة الوسائل؛ لنشر العلوم الإسلامية، وترسيخ القيم الأخلاقيّة التربويّة، وتعزيز المفاهيم الإيمانية والعقائدية التي تضمنتها رسالة الإسلام؛ لبناء الفرد فعليّاً؛ ليكون انطلاقة سليمة لبناء الأسرة, وذلك باتّباع مناهج أهل البيت (عليهم السلام) في تربية الفتاة تربية إسلامية عقائديّة صحيحة، وأن نولي تربيتها وتنشئتها اهتماماً خاصاً؛ لذا نجد أنّ بعض مؤسسات المجتمع المدني والعتبات المقدسة تجتهد وتركز جهودها في هذا المجال. مركز الحوراء لرعاية الفتيات من عمر (12-18) سنة التابع للعتبة الحسينية المقدسة واحدٌ من تلك القنوات التي تبنت الاهتمام بتربية الفتاة وتأهيلها ثقافياً واجتماعياً عن طريق الدورات التثقيفية والتعليمية لتطوير الذات زيادةً على المسابقات الدينية المختلفة. التقت مجلة رياض الزهراء (عليها السلام) بالسيد سعد الدين هاشم البناء (المشرف العام على المركز) وتحدّث عن بداية نشوء المركز، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيّدنا ومولانا أبي القاسم محمد وآله الطاهرين، أما بعد: فإنّ مركز الحوراء كان تابعاً إلى جمعية كشافة الإمام الحسين (عليه السلام)ويمارسون جزءاً من نشاطاتهم، ولأن الجمعية كادرها من الرجال كانت هناك صعوبة في العمل والتعاون فيما بينهم؛ لذا فإننا ارتأينا أن يكون مركز الحوراء منفصلاً ويعمل بحد ذاته، وذلك في بداية هذا العام 2014م؛ وقد أدى ذلك إلى زيادة نشاطاته وتوسعها وتنوعها. وأضاف أن ملاك المركز يتكون من: خمس فقط من النساء مع الإدارة، أمّا المشرف فهو حلقة وصل بين الأمانة العامة للعتبة وإدارة المركز. وعن المشاريع المستقبلية تحدّث مشكوراً: من المشاريع المستقبلية للمركز هو افتتاح روضة باسم (روضة الحسيني الصغير) وهي تختلف عن باقي رياض العتبة إدارياً حيث ترتبط بالأمانة العامة مباشرة، ومنهجياً من ناحية برنامجها التعليمي المنوع فضلاً عن البناية الجديدة المكونة من طابقين والأثاث الحديث. والتقت مجلة رياض الزهراء (عليها السلام) بالمهندسة (سارة محمد علي العبادي) مسؤولة مركز الحوراء فتحدثت عن أبرز النشاطات فقالت: يقيم المركز دورات متعددة مختصّة بالأمور المنزلية مثل الطبخ، وترتيب الأثاث، والاعتناء بالمنزل، وبعض المهارات اليدوية مثل الحياكة، والخياطة، ودورات في التنمية البشرية لتطوير الذات والتصدّي للمشاكل، وكيفية التعامل معها، كذلك دورات بالإسعافات الأولية، ودورات في التمريض، وتطوير مهارات الفتيات المتنوعة. وعن وحدات المركز تفضلّت بالقول: للمركز عدّة وحدات لكلّ منها مهام معينة مرتبطة بإدارة المركز أهمها: وحدة الإعلام ومن نشاطاتها منتجة أفلام كارتون, وحدة المكتبة , وحدة المسابقات وأهم مسابقة أقامتها هي خطبة الحوراء زينب (عليها السلام), وحدة التنمية البشرية. وعن تفاعل المركز مع فتوى الجهاد التي أطلقها سماحة المرجع الديني الأعلى السيّد علي السيستاني (دام ظله الوارف) افادت بالقول: أقيمت دورات تخصّ التمريض والإسعافات الأولية، وتمّ التنسيق مع الأستاذة (جميلة عبد المحسن) مستشارة المحافظ لشؤون المرأة والهلال الأحمر بأن تكون هناك دورات للتمريض والإسعافات الأولية لموظفات الدوائر الحكومية، ومن الملاحظ أن الطلبات تتزايد للانضمام إلى تلك الدورات. وعن إعانة النازحين بينت: لمركز الحوراء دور مميز لمتابعة أحوال النازحين والتعرف على أخبارهم والاطّلاع على أحوالهم عن طريق زيارة المشرف العام على المركز وقد تقرر إعطاء محاضرات في الفقه، والعقائد، والأخلاق، وعن أهل البيت (عليهم السلام) فضلاً عن المسابقات للنازحين من النساء، ولاحظنا أنّ الشتاء على الأبواب، فإنّ دورات تعليم الخياطة تنفعهم كثيراً، لإعالة أسرهم كذلك دورات في التمريض والإسعافات الأولية. ولاحظنا أنّ الأطفال لديهم مواهب متعددة فارتأينا دعم تلك المواهب بطرق عديدة. إنّ تربية الفتاة تربية إسلامية صحيحة وصياغة شخصيتها والإطار العام لسلوكها وملء الفراغ بأمور مفيدة هو من القضايا المهمّة التي يجب أن يلتفت إليها الآباء والمربّون في الساحة الاجتماعية، وأن تتظافر الجهود من الجميع وبخاصة الآباء لإرسال بناتهم للتعليم والتثقيف ورفع مستوى الوعي؛ لتكوين أسرة رصينة في المستقبل.