رياض الزهراء العدد 88 لنكن مثلهنّ
تجاذب ثوبه
أخذت أم وهب ـ زوجة عبد الله بن عمير الكلبي ـ عموداً، ثم أقبلت نحو زوجها تقول له: (فداك أبي وأمي، قاتل دون الطيبين ذرية محمد). فأقبل إليها يردها نحو النساء، فأخذت تجاذب ثوبه، ثم قالت: (إني لن أدعك دون أن أموت معك) فناداها الحسين (عليه السلام)، فقال: "جزيتم من أهل بيت خيراً، أرجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهن، فإنه ليس على النساء قتال، فانصرفت إليهن". وخرجت إلى زوجها بعد أن استشهد حتى جلست عند رأسه تمسح عنه التراب وتقول: (هنيئاً لك الجنة). فقال شمر بن ذي الجوشن لغلام يُسمى رستم: (اضرب رأسها بالعمود)، فضرب رأسها فشدخه، فماتت مكانها.(1) كانت هذه السيّدة جديدة عهد بالإسلام ولكن عقيدتها كانت أقوى مما نتصور فقد دفعت زوجها إلى نصرة ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)ولم يكفها هذا بل تجاذبت ثوبه حتى تستشهد معه فأي يقين تحقق لدى هذه المرأة حتى وصلت إلى هذه الدرجة التي لا يصلها إلّا المخلصون على الرغم من أنهما لم يكونا في ركب الإمام الحسين (عليه السلام) بل التحقا به فيما بعد فلم تبخل عليه بنفسها وبزوجها فقد فدته بكلّ ما تملك من إخلاص وإيمان ذاقت حلاوته باستشهادها. فكم أم وهب لدينا افتدت إمامها الحجة (عليه السلام) بتشجيع زوجها على الجهاد الكفائي؟ .................................... (1) أنصار الحسين (عليه السلام): ج1، ص61.