أُخرج يا بني وقاتل

علياء حسين/ علوم الحاسبات
عدد المشاهدات : 156

خرج شاب قتل أبوه في المعركة وكانت أمه معه، فقالت له أمه: اخرج يا بني وقاتل بين يدي ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخرج فقال الحسين (عليه السلام): “هذا شاب قتل أبوه ولعلّ أمه تكره خروجه” فقال الشاب: أمي أمرتني بذلك.(1) ماذا كان يدور في خلد تلك المرأة العظيمة التي فجعت لتوها بزوجها حينما أمرت ولدها وفلذة كبدها بنصرة ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ هل كانت تكرهه؟ وهل دفعته إلى السوء؟ وهل كانت لا تريد سلامته؟ لقد ارتقت هذه المرأة بفكرها وعرفت الإخلاص بالطاعة لإمامها الذي كان أعز عليها من زوجها وولدها، ولم تذهلها مصيبتها باستشهاد زوجها عن رؤية الحق واستنفاد كلّ ما لديها في الدنيا وهو ابنها في سبيل نصرة إمامها وكانت تعلم بأنها تدفع به إلى الجنة ونعيمها فاختارت له دار البقاء على دار الفناء، إذ كان كلّ همها مواساة السيّدة الزهراء (عليها السلام) وتبييض وجهها أمامها، ثم لم تكتفِ بذلك بل دفعتها الغيرة على الدين أن تقاتل أعداء أهل البيت (عليهم السلام) وقتلت اثنين منهم إلى أن ردّها الإمام الحسين (عليه السلام)إلى الخيام. فهل في نسائنا مثل هذه السيّدة التي خلدها تاريخ أهل البيت (عليهم السلام)؟ ................ (1) بحار الأنوار: ج45، ص27.