رياض الزهراء العدد 88 مناهل ثقافية
قَبَسٌ مِن وَهَجِ الكَفِيل
من عاشورائك سيّدي نأخذ العِبرة والعَبرة، فأنت مشعل التاريخ، وسيّد الإنسانية بما سطّرت على أرض كربلاء من أروع صور الفداء من أجل دين خاتم الأنبياء, وسنكون معكم بنشر جديد.نبدأ من قسم الإمام الحسين(عليها السلام)، واخترنا موضوعاً للأخ الجياشي (عضو فضي) بعنوان: (فو اللهِ لن تمحو ذكرنا). جاء وفد ألماني في عام 2013م لإجراء تعداد لزوّار الإمام الحسين(عليه السلام)بمناسبة الأربعين، وبعد إنجاز مَهمته وجدوا أن عدد الزائرين في أيام زيارة الأربعين قد ناهز الـ (20) مليون زائر، واجتمع الوفد مع مسؤولي الروضة الحسينيّة، وطلب إجابة عن الأسئلة الآتية: 1- الشعب العراقي معروف بطبعه العصبي وفي هذا التجمّع المليوني نحن راقبنا جيداً ولم نجد أحداً تشاجر مع الآخر، بل على العكس كانت أخلاقهم أفضل من كلّ الأوقات ما السر في ذلك؟ 2- نعلم أنْ التجار عادة ينتظرون مناسبات كهذه ليفتحوا محالهم ويسترزقوا منها، ولكن هنا الكل قد أغلقوا محالهم وأخذوا يوزّعون الطعام بلا مقابل، من أين تأتي هذه الميزانيّة الهائلة التي لا تقدّر عليها أكبر الدول وأغناها لإطعام هذا العدد المليوني وخدمتهم؟ 3- لاحظنا أنّ كلّ أصناف الناس مشاركة، أطفالاً، وعجزةً، ونساءً، ونعلم أنّ هنا وضعاً أمنياً صعباً وانفجارات، ومع هذا الناس تزيد باطمئنان تام فما السرّ؟ 4- أيّ تجمّع يحصل عادة له سبب معين أو شيء مقابل أو دعوة إلى ذلك، ولكنّ هنا شخصاً قد توفي من قبل 1400سنة، والناس يأتون إليه بهذا العدد وبلا دعوة أو مقابل، فلماذا؟ ولو بحثنا عن الجواب لوجدناه جليّاً في خطبة السيّدة زينب (عليها السلام) في مجلس ابن زياد: “فو الله لن تمحو ذكرنا، ولن تميت وحينا”. واختيارنا الثاني من قسم الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) بعنوان (لأندبنّك صباحاً ومساءً)، وهو للعضو النشيط (عشاق الولاية): إنّ إمام العصر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) خاطب جدّه سيّد الشهداء(عليه السلام)قائلاً: “لأندبنّك صباحاً ومساءً، ولأَبكِيَنَّ عَلَيكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً”، فالندبة هي البكاء مع العويل والصراخ. فأين تكون هذه الندبة من الإمام الحجة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) لجدّه المظلوم؟ وماذا يتذكّر الإمام؟ وأيّ مصيبة يستحضر بحيث إنه لا يفتر ولا يبرد أبداً؟ إنّ الإنسان المفجوع قد يهدأ ويبرد تدريجياً، أمّا الإمام الحجة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) فلا يهدأ أبداً، بل يندب جدّه ليلَ نهارَ. ويُقال: إنّ الكيس الموجود خلف العينين إذا جُرح، تتحوّل الدموع إلى دم، فلو بكى الإنسان كثيراً وبشدّة تتحول دموعه إلى دم. والجدير بالذكر أنّ الإنسان تارة يفقد عزيزاً عليه، فيبكي عليه يوماً أو يومين أو أسبوعاً بشدة، فتخرج من عينيه قطرة من الدم؛ فإنّ منبع الدمع عندما يفقد قدرته على بثّ الدموع، يتحول الدمع دماً، وتنزل من الإنسان قطرة أو قطرتان من الدم. وهذا معناه أنّ الإمام الحجة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) يبكي على الإمام الحسين (عليه السلام)دماً كلَّ يوم، وليس فقط في يوم عاشوراء؛ إذ إنّ مصيبة سيّد الشهداء وأهل بيته مصيبة استثنائية، وشاءت إرادة السماء أن لا يكون لها نظير في الكون منذ الأزل وإلى يوم يبعثون.وختامنا من قسم سيرة أهل البيت (عليهم السلام) وفضائلهم ونشرنا بعنوان (العباس بن عليc قمر العشيرة) للعضوة الذهبية (أنصار المذبوح). ظهرَ أبو الفضلِ العباس على مسرحِ التاريخ الإسلامي كأعظم قائد فذ، لم تعرف له الإنسانية نظيراً في بطولاته النادرة، بل في سائر مُثله وشمائله الأخرى.. تجسدت في شخصية قمر العشيرة واضحةً كالشّمس في رائعة النهار: الشهامة، والنبل، والوفاء، والمواساة، فكان خالص الإيمان بالله، عالماً، وَرِعاً في علوم القرآن، أخذ عن أبيهِ العلم الوفير، والشجاعة الفائقة، والكرم، والجود، ونَمَتْ في ذاته المروءة، والنبل، والحَميّة، وقد عُدَّ (عليه السلام) من أهل البلاغةِ والعلمِ، كيف لا وهو فرع من دوحة الإمامة الربانية التي أمرنا الله باتّباعهم والاستنارة بنهجهم القرآني. ******************************* للمشاركةفي هذا الموضوع زوروا منتدى الكفيل على الرابط الآتي: www.alkafeel.net/forums