الإِمَامُ الحُسَيْنُ (عليه السلام) رَيحَانَةُ الرَّسُول (صلى الله عليه وآله)

فوزية سعد
عدد المشاهدات : 171

إنّ حقيقة الإمامة التي تبنّاها الشيعة الإماميّة هي القيام بوظائف الرسول (صلى الله عليه وآله) بعد رحيله إلى الرفيق الأعلى، ولا يمكن للإمام القيام بتلك الوظائف ما لم يكن متمتعاً بما يتمتع به النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) من المؤهّلات، فيكون عالماً بالكتاب والسنّة باعتبار أن الإمامة هي الولاية العامّة للدين والدنيا، فتكون وراء النبوّة والرسالة، وهي قيادة حكيمة وحكومة إلهية يبلغ بها المجتمع إلى السعادة. الإمام الحسين(عليه السلام)ما أدراك مَن هو الإمام الحسين (عليه السلام)؟ أيّ عظيم الذي طبق كلّ أرجاء الأرض حبّه وفضله، وعمّ الناس أجمعين برّه وخيره. المسلمون يعرفون الإمام الحسين (عليه السلام)، ويسيرون وراءه، وغير المسلمين يقيمون مجالس عزائه، والمظلومون يستنجدون بالإمام الحسين (عليه السلام)، والظالمون يرعبهم اسم الإمام الحسين (عليه السلام). فقال عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله): "وأمّا الحسين، فهو منّي، وهو ابني وولدي، وخير الخلق بعد أبيه وأخيه، وهو إمام المسلمين، ومولى المؤمنين، وخليفة ربّ العالمين، وغياث المستغيثين، وكهف المستجيرين، حجة الله على خلقه أجمعين، وهذا سيّد شباب أهل الجنة وباب نجاة الأمة".(1) وقد وردت الأحاديث في أن الإمامة في عَقِب الإمام الحسين (عليه السلام)، فعن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) قال: “فينا نزلت هذه الآية: (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ )(2)، والإمامة في عقب الحسين (عليه السلام)إلى يوم القيامة”.(3) وعن ابن عقدة، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن هشام بن سالم قال: قلتُ للصادق جعفر بن محمد(عليه السلام):الحسن أفضل أم الحسين؟ فقال: "الحسن أفضل من الحسين"، قلت: فكيف صارت الإمامة من بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن؟ فقال: "إن الله تبارك وتعالى أحبّ أن يجعل سنّة موسى وهارون جارية في الحسن والحسين، ألا ترى أنهما كانا شريكين في النبوة، كما كان الحسن والحسين شريكين في الإمامة؟ وإن الله (عز وجل) جعل النبوة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى، وإن كان موسى أفضل من هارون". قلت: فهل يكون إمامان في وقت؟ قال: "لا إلا أن يكون أحدهما صامتاً مأموماً لصاحبه، والآخر ناطقاً إماماً لصاحبه وأمّا أن يكونا إمامين ناطقين في وقت واحد فلا" قلت: فهل تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين (عليهما السلام)؟ قال: "لا إنما هي جارية في عَقِب الحسين(عليه السلام)كما قال الله (عز وجل):(وجعلها كلمة باقية في عقبه )".(4) ......................... (1) الأمالي للصدوق: ص177. (2)( الزخرف: 28 ). (3) تفسير نور الثقلين: ج4، ص161. (4) بحار الأنوار: ج25، ص249.