مَا مَعنَى: اعْرِفْ الإِمَامَ ثُمَّ اعمَلْ مَا شِئْت؟
اللغة الدارجة بين عامة الناس نحن الشيعة: لا تمسنا النار نحن شيعة علي (عليه السلام).. نحن شيعة الحسين (عليه السلام).. ذنوبنا مغفورة؛ لأننا شيعة، وهذا الكلام غير صحيح إطلاقاً. سُئل الإمام أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) عمّا رُوي عن أبيه: "إذا عرفت فاعمل ما شئت"، وأنهم يستحلّون بعد ذلك كلّ محرّم؟ فقال: "ما لهم لعنهم الله؟! إنما قال أبي (عليه السلام): إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير يُقبل منك".(1) ويُروى أن رجلاً من أصحابه ذكر له عن بعض مَن مرق مَن شيعته واستحّل المحارم، وإنهم يقولون إنما الدين المعرفة، فإذا عرفت الإمام فاعمل ما شئت. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): "إنا لله وإنا إليه راجعون، تأول الكفرة ما لا يعلمون، وإنما قيل اعرف واعمل ما شئت من الطاعة، فإنه مقبول منك؛ لأنه لا يقبل الله عملاً من عامل بغير معرفة، لو أن رجلاً عمل أعمال البر كلّها، وصام دهره، وقام ليله، وأنفق ماله في سبيل الله، وعمل بجميع طاعة الله عمره كلّه، ولم يعرف نبيّه الذي جاء بتلك الفرائض، فيؤمن به، ويصدّقه، وإمام عصره الذي افترض الله طاعته، فيطيعه لم ينفعه الله بشيء من عمله، قال الله (عز وجل) في مثل هؤلاء (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)(2)".(3) ............................ (1) وسائل الشيعة: ج13، ص14. (2) (الفرقان:23) (3) مستدرك الوسائل: ج1، ص126.