السُّلُوكُ الـمِثَالِيّ

شيماء شمس الله
عدد المشاهدات : 304

حدث في عصرنا الآن وفي بدايات شهر محرم الحرام، وبالاستعدادات التي اعتاد عليها الناس، كان هناك بيت جميل فيه أبوان وصبية تُدعى (جنى) وكانت تبلغ من العمر تسع سنوات، وكانت كثيرة الحركة والجري. وبينما كانت (جنى) تجري وتلعب رنَّ جرس الهاتف لترفع الأم السمّاعة وتتكلّم بجمل متقطّعة نتيجة للضوضاء التي تقوم بها (جنى)، (حسناً حسناً إن شاء الله دائماً نجتمع على حبّ الإمام الحسين (عليه السلام)). وأغلقت الأم سمّاعة الهاتف، فجاءتها (جنى) تسألها في الخروج معها إلى المجلس الحسيني قائلة: أمي العزيزة، هلّا حضرت معكِ مجلس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام)، وطبعت (جنى) قبلة على وجنتي والدتها وهي مطمئنة على أنها سوف تحضر هذا المجلس لكن الأم قالت لها: أشكركِ على قبلتك لكن عذراً لا استطيع اصطحابك معي. فقالت جنى: لماذا؟! فأنا املك عباءة وثياباً جديدة. قالت الأم: وهل هذا يكفي لحضور مجلس عزاء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام). جنى: وماذا بعد. الأم: السكينة والهدوء، حتى تكوني من المشاركات في سلوك السيدة سكينة بنت الإمام الحسين (عليه السلام). جنى: سكينة بنت الحسين (عليه السلام)، وماذا كان سلوكها؟ الأم: كانت صبية عاقلة وتُدعى آمنة. جنى: آمنة! ألم تقولي إن اسمها (سكينة)؟!. الأم: نعم، اسمها (آمنة)، ولكن لوداعتها وهدوئها اختارت لها الأم اسم (سكينة). فكانت فتاة مطيعة، جذابة بهدوئها، حتى غدت السيدة سكينة (عليها السلام) على صغر سنها في واقعة الطف خير شاهد وناقل صادق على ما جرى على الإمام الحسين (عليه السلام). جنى: ولكن يا أمي أحب اللّعب، وأحب أن أكون مثل السّيّدة سكينة فكيف لي ذلك. الأم: أنا لا أحرمكِ من اللّعب، لكن ليكن لعبك بهدوء، وتذكري في مناسبات الأحزان يجب عليكِ الامتثال إلى سبب المناسبة حتى لا تكوني مدعاة لضجر الناس من قدومك إلى منازلهم. جنى: حسناً يا أمي أعدك أن أكون موصوفة بصفة الهدوء والسكينة التي امتازت بها شخصية السّيّدة سكينة (عليها السلام) خلال مجالس العزاء الحسيني. الأم: وبعد المجالس! جنى: أفكر في التقليل من الحركة واللّعب.