أَوفُوا بالعُقودِ

السيد محمد الموسوي مسؤول شعبة الاستفتاءات الشرعية
عدد المشاهدات : 134

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)/ (الأنفال:27). قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ..)/ (النساء:29). وقال تعالى: (وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)/ (هود:85). لابدّ من أن يعلم الجميع أن المال العام وكذا الوطن الذي نعيش فيه فضلاً عن كونهما نعمة وهبهما الباري لنا هما أمانة تجب المحافظة عليهما وحراستها وحمايتها، كما قال نبيّنا الكريم محمد(صلى الله عليه وآله) : "حبّ الوطن من الإيمان"(1). وإذا كان المال العام أمانة فيجب أداء تلك الأمانة، فإن أي اختلاس أو تزوير أو كذب أو غش أو تلاعب بقوانين الأداء الوظيفي يعدّ من الخيانة المنهي عنها في القرآن الكريم وفي أحاديث النبيّ الأكرم محمّد(صلى الله عليه وآله) . قال نبينا محمد(صلى الله عليه وآله) : "من خان أمانة في الدنيا، ولم يردها إلى أهلها، ثم أدركه الموت، مات على غير ملتي، ويلقى الله وهو عليه غضبان..".(2) وقال (صلى الله عليه وآله) : "أمّا علامة الخائن فأربعة: عصيان الرحمان، وأذى الجيران، وبغض الأقران، والقرب إلى الطغيان".(3) وكذا ورد عن مولانا الإمام الصادق(عليه السلام) في معرض تفسيره للآية الأولى المتقدّمة قوله: "أيّما مؤمن مشى في حاجة أخيه فلم يناصحه فقد خان الله ورسوله".(4) مع كلّ ذلك نرى للأسف الشديد بعضاً ممّن تعاقد وتوظّف للخدمة في البلد بدلاً من أن يوفي بالتزاماته التعاقديّة الوظيفيّة المنصوص عليها في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)/ (المائدة:1) صار يتّبع بعض الأساليب المحرّمة لاختلاس المال العام علماً أن الحرمة في ذلك صارت واضحة. نسأل الله أن يعصمنا من الزلل، ويسددنا في القول والعمل، والحمد لله ربّ العالمين.. والصلاة على محمد وآله الطاهرين. ................................ (1) ميزان الحكمة: ج11، ص193. (2) مستدرك سفينة البحار: ج3، ص230. (3) ميزان الحكمة: ج1، ص836. (4) الكافي: ج2، ص362.