خوفُ العَدِيلةِ

الشيخ حبيب الكاظمي
عدد المشاهدات : 152

السؤال: إنّ ما يحيرني هو اطلاعي على العديلة عند الموت!.. وخوفي من انشغال القلب بمن سواه تعالى عند الموت.. فمثلاً قرأت عن تاجر كان لا يستطيع ترديد الشهادة مع أهله، بل كان يردد أرقاماً اعتادها في حياته.. فبِمَ تنصحني؟ الرد: حالة الإنسان حين الموت مرتبطة بسلوكه قبل الموت.. فلو ترك العبد المعاصي صغيرها وكبيرها لما بقى موجب للخوف عند العديلة.. راقبي الله تعالى مراقبة تجعلك تشتاقين إلى لقائه، وبخاصة إذا علمت أنه ليس بعد الموت إلّا التفرغ للنظر إلى وجهه الكريم.. إن الموت عند المستعدين له نقلة إلى عالم جميل، بل خلاص من عالم اللهو واللعب الذي اعتدنا لهوه ولعبه، فلم نعد نراه لهواً، فأصبحنا كالطفل الذي لا يرى أُنساً في الحياة غير هذه الدمى الفانية التي صنعها بيده!.. إننا نعتقد أن ذكر الموت ليس أمراً مخيفاً يتحاشاه الإنسان على الرغم من اليقين بوقوعه، بل هو حالة استعداد قبل المفاجأة بما نصير إليه شئنا أم أبينا مع الالتفات إلى أننا سنواجه الأبد الذي يصعب تصوره!.