رياض الزهراء العدد 92 لحياة أفضل
تَوَاصُلي
حملة تهذيب الألقاب رأيته وهو يلبس لباس عمّال النظافة فسألته باستغراب: هل تعمل في البلديّة أو تعمل في مكان آخر؟ أجابني: (لا لم أعمل في البلديّة، كلّ ما في الأمر أنني وبينما كنت أتصفح في مواقع الفيس بوك تنبّهت إلى بوست نشره بعض الشباب وهم يدعون إلى تبني حملة لتصحيح تسمية عامل النظافة من (زبّال) إلى (عامل النظافة)، وقد علّلوا ذلك بأننا نحن من نخلّف الأزبال، وهو من يقوم بإزالتها، ونشروا أيضاً بوست آخر يقول: (في اليابان يطلقون على عامل النظافة لقب مهندس صحي، ويخصصون له راتباً ضخماً لقاء عمله؛ هذا لأنهم يعدّون عمله مهمّاً جداً بل من أهم الوظائف، ولا يوجد بينهم من يخجل من هذه الوظيفة)، فقلت بيني وبين نفسي هذا صحيح، فلماذا نطلق عليه هذه التسمية غير اللائقة، فراسلتهم واستفهمت منهم إن كان هناك من خدمة استطيع أن أقوم بها، فأجابوني: عليك بإرسال البوست الخاص بتغيير التسمية إلى أكبر عدد من الأشخاص، وعمل إعلانات عن هذه الحملة عن طريق توزيع الملصقات على المارة، فاقترحت عليهم فكرة قدحت في ذهني ألا وهي لماذا لا ندعو أصدقاءنا ومعارفنا ونقسمهم إلى مجموعات بحسب المناطق، ونخصص ساعة معينة لهذا العمل، وفي كلّ يوم تقوم مجموعة من هؤلاء بلبس اللباس الخاص بعمال النظافة وتثقيف الناس وتنبيههم على هذه الظاهرة، وبذا نكون قد قدّمنا احترامنا إلى هؤلاء العاملين، استحسن الشباب هذه الفكرة، واقترح احدهم علينا أن نتبنّى حملة أخرى لمهنة أخرى في حال إكمالنا حملتنا هذه). شكرته على مبادرته هذه وتركته، وقد فرض عليّ بموقفه هذا أن أقدم له كل الاحترام والتقدير. ******************************** صِدْفة لدي وقت مخصص للدخول على مواقع التواصل الاجتماعي فأستثمره بما حباني الله (عزّ وجل)من معرفة وعلم فأنشر ما أفاض الله عليّ لينتفع به المتواجدون على تلك المواقع، وبينما أنا أتصفح إذ لمحت لي صفحة لأحد أقربائي لم أره منذ زمن بعيد فقد أخذتنا الحياة وأبعدتنا بهمومها فنسينا في خضمها صلة الرحم والقربى، وذهبت تلك الأيام التي كان لهذه الصلة تأثير كبير فيها، وأصبح الفرد منا يحيا وهو لا يعرف أولاد أخواله أو أولاد أعمامه. على كلّ حال دخلت إلى صفحته فإذا به متزوج ولديه أطفال وأنا لا أعلم، فأرسلت إليه طلب صداقة فوافق بعد أن تعرف عليّ، وأبلغ عائلته بذلك، وأنا بدوري أبلغت عائلتي، فقررنا أن تلتقي العائلتان، واتفقنا أن نتزاور بالتناوب، وعن طريق هذه المعرفة تعرفت البقيّة من أقاربي الذين لم أكن لأراهم لولا الصدفة التي جمعت بيني وبين قريبي، وصار لديّ حافز بأن أتواصل مع الباقين الذين أبعدتنا عنهم مشاغلنا الدنيوية، فوجدت أن لدي الكثير من المعارف والأقارب، وإذا تواصلت معهم ونشرت أفكاري المعرفيّة فسأكون قد عممت الخير على الكثيرين وطبقت القول: إنّ الأقربين أولى بالمعروف، فأول شيء اهتممت به في نشري هو الحثّ على صلة الرحم وصلة القرابة التي فقدت ألقها وبريقها في زمن تلاشت فيه هذه القيم.