هَفواتٌ اجتماعيةٌ_موروثٌ ضاعَ بينَ الحاضرِ والماضِي

وفاء عمر المسعودي
عدد المشاهدات : 220

لكلّ بلد موروث اجتماعي يُعتزّ به سواء كان من ناحية الحرفة أو الملبس, وتتمتّع محافظاتنا الجنوبيّة والوسطى بموروث شعبي من ناحية الملبس له علقة خاصّة بالدين ألا وهو ارتداء العباءة العراقيّة النسائيّة باعتبارها الزي الشرعي الديني الصحيح للنساء, وتمتاز العباءة العراقيّة النسائيّة بأنها عبارة عن قطعتين من القماش الأسود خيطت معاً لتغطي جسد الفتاة البالغة ليصونها من نظر الفضوليين، وليزيّنها بزيّ العفّة والفضيلة. وانتشرت في الآونة الأخيرة في الأسواق أنواع وتصميمات جديدة أطلق عليها (العباءة الإسلاميّة)، وهي في الحقيقة بعيدة كلّ البعد عن الغاية التي من أجلها وجدت العباءة، والتي من شروطها أنها لا تشف ولا تصف جسد المرأة, وتعدّ هذه العباءة إحدى الوسائل التي تبث في المجتمع لكي تعمل على تخريب الحجاب الإسلامي وتشويه فلسفته بحيث يفقد الغاية التي وجد من أجلها في إخفاء محاسن المرأة, وهي دعوة خفيّة للفتاة إلى السفور من حيث لا تعلم, وتشويه لصورة الحجاب الملتزَم والصحيح في عينيها, ومن المعروف أنّ الفتاة في عمر الشباب تبحث عن كلّ ما هو جديد ليميّزها عن أقرانها عملاً بالمقولة المشهورة: (خالف تُعرف). وهذه هي أحد الأسباب التي من أجلها تحبّذ الفتاة ارتداءها لكي تتميّز عنهن في ملبسها, أو ربما تعلّل ارتداء العباءة الإسلامية برخص ثمنها مقارنة بالعباءة العراقية التي تمتاز بارتفاع ثمن قماشها وتكاليف خياطتها وعلى كلّ حال يجب علينا كأولياء أمور أن نشرح لبناتنا العزيزات أهمية العباءة العراقية لما فيها من حشمة ووقار, وأن نهيّأ نفوس بناتنا العزيزات لحمل رسالة الحجاب، وأن تكون إحداهن كالطود العظيم أمام مغريات الحياة والأفكار الغريبة عن مجتمعنا الإسلامي الملتزم وأن تكون حياة السّيّدة زينب(عليها السلام) قدوة وعبرة يواجهن بها الصعاب إذ كانت السّيّدة زينب(عليها السلام) مجاهدة ومحتسبة وخير من حمل فكر الرسالة خلال رحلتها الأليمة على الرغم من كلّ الأهوال التي وقعت عليها بعد فقد أخيها الإمام الحسين(عليه السلام).