رياض الزهراء العدد 92 مناهل ثقافية
مَمْلَكَةُ الإِبَاءِ
سيّدتي: يا أميرةَ الإباءِ لَكِ حراسٌ حماةٌ شرفاءْ.. قد اختاروا الشهادةَ وهجرَتْ أرواحُهُم دُنيا الملذاتِ.. واستمدُّوا العَزْمَ مِن وَحْيِ عاشوراءْ.. وشيَّدوا صَرْحاً لَكِ على أكفانِ المَنية.. ونذرُوا النُحورَ دونَ بنتِ الرَّضيّة.. يا أُسطورةَ الصبرِ يا مَن تحكمينَ مملكةَ الإباءْ.. ما تزالُ أستارُ الجلالةِ تُفدى بالدِّماءْ.. وما يزالُ عرشُكِ الملكيُّ يُحيي سَرَايا النُّبلاءْ.. ولِأنَّ هديرَ صوتِكِ العلويِّ يقرعُ رؤوسَ أولادِ الطُلَقاءْ.. فَهَا قد عادتْ أسرابُ الظلامِ بدايةً سوداءَ وفكراً منهجُهُ الانتقامُ.. تحومُ حولَ أسوارِ قلعتِكِ الشَمّاءْ.. لكنْ هيهات أنْ تَطَأَ الأبالسةُ مَحْضَرَ القداسةِ والملكوتِ.. كيفَ وقدْ أمسى حرمُكِ سيّدتي عريناً للأسودِ.. يا لبوةَ بني هاشمٍ.. يا معنىً عجزتْ عن كنهِهِ أذهانُ الحكماءْ.. يا اسمُ طرَّزَهُ الكبرياءُ حِرزاً على صُدُورِ الأشدّاءْ.. لا تخشي ضَيماً جديداً سيّدتي.. فلنْ تحلِّقَ بعيداً حمائِمُ السلامِ عن فيضِ نبعِكِ المِعْطاءْ.. فَأَنظرينا يا مُهجةَ الكرارِ نقتبسُ مِن نبراسِكِ الأمانَ.. يا شبيهةَ سيّدةِ النِساءْ.. أنا أنشودةُ الثباتِ لامرأةٍ تُدعى زينب (عليها السلام).. ملكةٌ تحكمُ الشامَ ولَهَا عَرشٌ عظيمٌ اسمُهُ جبلُ الصبرْ..