رياض الزهراء العدد 92 مناهل ثقافية
تُنادِي وا محمداه.. فلا تُجابُ
وقفتُ في ساحةِ الحاجاتِ أتفكرْ.. أستغيثُ بِاسمِكِ المُطهَّرْ.. سيِّدتي وَقَفَ على بابِكِ المُضطرْ.. أيُّ بابٍ ذلك! ذلك الذي حُرقَ بنيرانِ الشيطانِ المُغترْ؟ تُنادي وا محمداه فلا تجابُ.. أُنادي في سُجُودي مولاتي يا فاطمةُ أَغيثيني.. ومِن مَوَاليكِ استخلصِينِي.. ومِمَن عاداكِ فأنصفيني.. فأستذكرُ سيّدتي استغاثتَكِ.. قد كسَرُوا ضِلْعي، قد أسقطُوا جنيني.. تنادي وا محمد آه فلا تُجابُ.. يعيدُ الزمانُ كلماتِكِ.. غُصِبَ حَقِّي فَانْصروني وأنا بِنتُ نبيِكُمْ.. مُنعتُ إرثي.. ألستُ بِنتَ أولى الناسِ بأنفسِكُمْ؟ هلمُّوا وأوفوا للرسولِ ببيعتِكُمْ.. فتنادي وا محمداه فلا تُجابُ.. رَحَلتِ مغيثتي مَحزونةْ.. وبالآلامِ مكروبةْ.. ومن حقها بالبكاء مغصوبةْ.. سَئِمتِ الحياةَ وتبرَّمتِ بأهلِ الدنيا.. فالتحقتِ باللهِ مغمومةً مقتولةْ.. تُنادي وا محمداه فلا تُجابُ.. أبكى السماءَ حسرةً عليكِ بكاءُ الحسينْ.. يا نفحةَ عشقٍ تتلظى في قلوبِنَا منذُ سِنينْ.. يا أنّةُ لم تسكنْ.. مِن قبرِها تضجُ بالأنينْ.. تُنادي وا محمداه فلا تُجابُ.. وجدتُ عندَ بابِكِ بلسماً لأفراحي وأحزاني.. خذيني إليك يا روحَ محمدْ.. فأنتِ علّةُ الأكوانِ.. لبيكِ يا زهراءُ أجابَكِ بِها سمعي وبصري ولساني.. وسيبقى اسمُكِ صرخةً تدوي عبرَ الأزمانِ.. تُنادي وا محمداه، فلا تُجابُ..