الصِدِّيقَةُ الشَّهِيدَةُ

زهراء جواد صدقي
عدد المشاهدات : 130

لَهُ الألمُ مِنَ الحزنِ يُحفيها فؤادي وأنّهُ لمُوجِع.. وَقد خاضَ فيهِ الأسى والجوى فكانَ بينَهُما مَضْجَع.. على أمٍ لأبيها غدتْ من بعدِ فقدِهِ تروَّع.. وقد منعوا مِنها البكاءَ على أبيها سيّدِ الرُسُلِ.. بأبي مَن أسقطوا جنينَها بعصرةٍ.. بأبي مَن رضّوا صدرَها بمسمارٍ.. بأبي مَن كسروا جنبَها بسياطِ غدرٍ.. وأحرقوا بابَها التي طالما وقف عليها مسلماً مستأذِناً سيّدُ الرُسُلِ.. اليومَ انتُهِكتْ آيةُ (التطهيرِ) حرمتُها.. اليوم مُنِعتْ آيةُ (المودةِ) إرثَها.. اليوم غُصبت آيةُ (المباهلةِ) حقّها.. واشتكَتْ سُورةُ (هلْ أتى) ظليمةَ أُمةٍ كفرتْ بعدَ نبيِّها سيّدِ الرُسُلِ.. لَهْفي على بَضعتِهِ التي ظُلِمَتْ.. لَهْفي على روحِهِ التي هُضِمَتْ.. لَهْفي على مُهجتِهِ التي كُسِرَتْ.. وَقَد عَلِموا أنَّ مَن آذاها فَقَد آذى سيّدَ الرُسُلِ.. يا زهرةُ في ريعانِها سِرْعانَ ما ذَبُلَت.. يا مصباحُ في مِشكاةٍ سِرعانَ ما طُفِئَ.. يا كوكبُ درّيٌّ سِرعانَ ما أَفِلَ.. وقد لَحِقَت محزونةً مكروبةً بسيّدِ الرُسُلِ.. سيِّدتي.. أيُّ أذًى ألمّ بِكِ حتى قضيتِ صبراً.. أيُّ رزيةٍ ألمّتْ بِكِ فدُفِنْتِي سرّاً.. أيُّ ظُلامةٍ طالتْكِ فغيَّبَتْ مِنكِ القبرا.. وقد دَخَلَ الحزنُ والآلامُ بيتَها بعدَ أبيها سيّدِ الرُسُلِ.. أينَ المنصورُ على مَن اعْتَدَى عليهِ وافترى.. أينَ المُضطرُ الذي يُجابُ إذا دَعَا.. أينَ ابنُ النبيِّ المصطفى (صلى الله عليه وآله) وابنُ عليٍّ المرتضى (عليه السلام)؟.. أما آنَ الأوانُ يا بنَ سيّدِ الرُسُلِ..