أرى

نادية حمادة الشمري
عدد المشاهدات : 157

هَمسةٌ ناعمة_ٌالهوية والسلوك سمعنا آية: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ..)/ (الحشر:21) مراراً وتكراراً؛ لذا يفترض أن نعيش مع القرآن ويعيش معنا متغلغلاً بأنفسنا ومعاشنا, تلهج به صدورنا وتنبض به قلوبنا, يتعلم منه الصغار آدابه وجماليات صياغته الربانية التي تنفجر بمكامن الإبداع. تجاهلنا عظمته بعدما تداخلت بين طيات نفوسنا ثقافة الغرب التي باتت مورداً ومرجعاً لنا، ودستوراً لحياتنا ونهجنا ليبدأ التناقض بين الهوية والسلوك, فعلينا أن لا نعمد إلى تجاهل القرآن الكريم؛ لأنه كتاب يزخر بأدبيات اللغة وترانيم الذوق الراقي التي تسمو بالثقافة، والعلم ليسمو إلى أعلى القمم؛ لأنه أدق أوتار العقيدة تأثيراً في النفس، والمدخل الأساسي لبناء الشخصية الإنسانية, فهل مازلنا نعمد إلى التجاهل؟ وهل يبقى القرآن كالكنز المفقود حاضراً في الشكل غائباً في المعنى؟! ******************** هُمومٌ تربويةٌ_ (فصل الربيع وجماله) خلق الله (عزّ وجل)الإنسان بمراحل تكوينية، فبعد أن أخرجه من ظلمات ثلاث, احتاجت الحياة إلى الحراك الديناميكي؛ لأن السكون والركون ليس من صلب خَلْقِهِ للإنسان, وإلّا لم تُبنَ الأمم والحضارات؛ ولأن الحراك يمنح القدرة والإرادة ليكونا مفتاح تغيير لواقع الحياة السلبي والسيّئ نحو واقع أفضل, ولأن الله (عزّ وجل)منح الإنسان الأهداف والمطامح والقوة والطاقة لهزم المستحيل ولمواجهة الصعاب وتحدي الظروف, لا أن يقف الإنسان متعللاً بالإخفاقات، فالمحاولة في التغيير متاحة، وهي وسيلة واضحة نطق بها القرآن الكريم، إذ قال تعالى: (.. إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ..)/ (الرعد:11), آية اتفقت مع الواقع الانكليزي، فنسجت شخصياتها في حكاية رجل ضرير كان كلّ ما يملك قبعة سوداء هي التي تطعمه عن طريق ما يُلقى فيها من دريهمات قليلة يقتات بها، ولوحة تمثل لسان حاله الذي بات يضجر من حروفه (ساعدوني أنا أعمى)، لكنه بات يحتفظ بابتسامة الأمل التي يمتلكها عند سماعه لرنين النقود المعدنية في قبعته التي لفتت نظر عابر السبيل، والذي كان يمتهن مهنة إخراج الإعلانات وبين ابتسامة الضرير التي كانت ترتسم على وجهه حينما يسمع رنين النقود أراد البحث عن محفز ليكون مادة غنية للإعلان عن حالة الرجل، فحاله لن يتغير والقبعة ما زالت رفيقة دربه، لكن اللوحة هي المحفز الذي وجد المخرج أنها سوف تغيّر حال الضرير، فكتب عليها المخرج عبارة (نحن في فصل الربيع وأنا أعمى ولم أرَ جماله) إلّا أنّ الضرير افتقد سماع رنين النقود المعدنية، وتغيرت ابتسامته إلى حزن حتى تحسس الضرير قبعته؛ ليجدها مُلئت بأوراق نقدية، وأخذ يسترجع ذاكرته منذ متى حدث التغيير؟؟!! تذكر منذ أن جاء رجل وخطّ كلمات لم يعرف ما هي سوى صرير القلم الذي استدلّ عليه في تغيير حاله، فازداد فضولاً ليسأل الضرير أحد المارّة عن ما كُتب على اللوحة، فقال: (نحن في فصل الربيع وأنا أعمى ولم أرَ جماله)، فعرف الأعمى أن الحال هو باقٍ؛ لأنه قدر الله (عز وجل)، لكن الأسلوب والطريقة هي التي تمكننا من التغيير. ********************* هِباتٌ نفسيةٌ_قطار العمل لتحقيق أيّ هدف أو إنجاح أو مسعىً لابدّ من عملٍ فكريّ سابق، وهو التخطيط، فمن خلاله تضبط الأدوات واللوازم والاحتياجات المطلوبة لإتمام أيّ عمل، فالتخطيط هو بمثابة قاطرة القيادة في قطار العمل المتكامل للوصول إلى الهدف المنشود. وقد يكون التخطيط تخطيطاً ذهنياً كالتحضير العقلي، والتهيئة الشعورية، والتحفيز السلوكي المناسب، إذ يعدّ أحد مؤشرات النجاح والتوفيق والإنجاز, وقد يكون عملياً بحيث يرصد الشخص الأهداف والمواقف والأدوات واللوازم, وقد يتوقف التخطيط بقاطرته ليستحضر المعوقات التي يمكن أن تحول بينه وبين تحقيق أهدافه أو تأخرها, فهل حفّزنا عقولنا للتخطيط، ولأهداف جديدة تسرع في قطار عملنا من دون توقف!