رياض الزهراء العدد 206 طفلك مرآتك
السرقة عند الأطفال: الأم تسأل والمتخصصون يجيبون
بحرقة قلب ونبرة حزن، اتصلت السيدة أم حكمت تطلب المساعدة العاجلة في معالجة سلوك سيئ يقوم به طفلها الصغير وهو في الصف الأول الابتدائي، وبنداء استغاثة تقول: أنقذوني، ولدي يسرق! والخجل يأكل وجودي مثلما تأكل النار الحطب، ماذا أفعل؟ أضربه، أعاقبه بشدة؟ لكنه مهما فعل، فيبقى صغيرًا، أعصابي تحطمت، أرشدوني أرجوكم. أجابت الاستشارية في العلاقات الزوجية والطفولة شهلاء الدهش: إن الأطفال في مراحلهم الأولى يخلطون بين الحقيقة والخيال، فقد يروون قصصًا متقنةً لا أساس لها في الواقع؛ لذلك لا تعد السرقة عملًا إجراميًا في هذه المرحلة العمرية؛ لأنها تعبر عن حب الاستكشاف، وتحقيق الرغبات بدون معرفة الخطأ من الصواب، فيجب تحديد سبب السرقة عبر النقاش مع الطفل من دون توبيخه أو السخرية منه أو إحراجه، فساعدي الطفل على فهم معنى الملكية، واجعليه مسؤولًا عن ممتلكاته، وتحدثي عن أهمية التعامل مع الألعاب بلطف، وضعي قواعد تنص على الاحترام عبر السؤال قبل استعارة الأشياء، وناقشي أهمية العناية الجيدة بالأشياء المستعارة وإعادتها إلى أصحابها، وإذا عثرت على أشياء مسروقة لدى طفلك، فأصري على إعادتها فورًا إلى أصحابها، وعليك بمراقبة سلوكياته في هذه المرحلة، فالأطفال حين يقعون في مشكلة ما، فإنهم بحاجة إلى مساعدة الكبار وتفهمهم، ومناقشتهم بهدوء، وتجنبي الحديث عن العقوبة هنا، والأفضل أن تحدثيه بكلام ذي مغزىً يجعله يفكر في سمعته، وكيف أن السارق مذموم في المجتمع. في الختام، مع أن السرقة عند الأطفال مشكلة سلوكية شأنها شأن سائر المشكلات كالكذب، والعناد، والغضب، إلا أنه ليس هناك من داعٍ للقلق الزائد من الآباء والأمهات، ويمكن تعديل هذا السلوك عند الطفل بسهولة، والواجب أن يتعاون أولياء الأمور من أجل إصلاح طفلهم أولًا، ومجتمعهم ثانيًا.